بسلاسة تسير عملية تلقيح المواطنات والمواطنين ضد فيروس كورونا في العالم القروي، حيث تمر العملية في أجواء تطبعها الصرامة والتنظيم والدقة، تحت إشراف مصالح وزارتي الصحة والداخلية.

أمام بوابة المركز الصحي بالعرجات، نواحي مدينة سلا، يتم استقبال المواطنين الوافدين من أجل التلقيح. وفي فناء المركز نُصبت خيمتان، واحدة مخصصة للانتظار، والثانية مخصصة للاستراحة بعد تلقي جرعة اللقاح.

وتبدأ العملية بتوجيه الوافد بغرض التلقيح على المركز الصحي إلى خيمة يوجد في عمقها عوْنان تابعان لمصالح وزارة الداخلية، مكلّفان بمهمّة التأكد من وجود أسماء الوافدين في قائمة المرشّحين للتلقيح؛ وعندما يتمّ التأكد من ذلك ينتظر الوافد داخل الخيمة ريثما يحين دوره.

بعد ذلك يتولى طاقم من أطر وزارة الصحة استقبال الوافد داخل المركز الصحي، حيث يتمّ استفساره عن حالته الصحية، من أجل التأكد من خلوّه من أي موانع للتلقيح، ثم يمر، مرة أخرى، عند أعوان مصالح وزارة الداخلية، حيث يُسلّم ورقة تحمل اسمه الشخصي والعائلي، ورقم بطاقة تعريفه، ورقم هاتفه، وتاريخ تلقّيه للقاح.

وتتم عملية التلقيح في المركز الصحي بالعرجات داخل جناحين، الأول مخصص للنساء والثاني للرجال. “ندكّو لك البرة غير بشوية”، تقول ممرضة لرجل مُسنّ وهو يرفع كُمّ جلبابه عن ذراعه الأيسر، في محاولة لبثّ الطمأنينة في نفسه؛ وعندما تمت عملية التلقيح وجّهته إلى خيمة صغيرة مخصصة للاستراحة.

داخل هذه الخيمة يمكث الخاضع للتلقيح لمدة تتراوح بين عشر دقائق وربع ساعة، حتى يكون قريبا من الأطباء والممرضين في حال ظهرت عليه أعراض جانبية، وفي حال لم تظهر عليه أيّ عرض ينصرف، في انتظار أن يحين أجل تلقي الجرعة الثانية من اللقاح.

ويبدو أنّ المخاوف التي كانت سائدة حول لقاح فيروس كورونا بدأت تتبدد، وهو ما عبّر عنه أحد الملقّحين الذين صادفناهم في المركز الصحي العرجات، بقوله، حين سألناه عمّا إن كان لديه أي تخوف: “لا هي مزيان الواحد يتلقح. واحد الساعة يندم بنادم علاش ما تلقحش”.

ويتم حفْظ جُرعات اللقاح داخل قاعة في شروط خاصة، إذ توضع داخل ثلاجة تتراوح درجة حرارتها ما بين 2 و8 درجات، ولا يتم سحْبها منها إلا قبيْل لحظات من الشروع في تطعيم المواطنين بها، وتوضع في وعاء صغير به مبرّد من أجل حفظها في درجة حرارة منخفضة.

وترتبط الثلاجة التي يُحتفظ فيها باللقاح بآلة لضبط درجة الحرارة، تقوم بإصدار تنبيه في حال ارتفعت حرارة الثلاجة أو انخفضت إلى أدنى من الدرجة المطلوب أن يُخزن فيها اللقاح.

وإضافة إلى الصرامة في ضبط شروط حفْظ اللقاح، يتمّ التعاطي بالصرامة نفسها مع القوارير الزجاجية بعد إفراغها، إذ تتم إعادتها، بعد لفّها في أكياس خاصة، إلى مندوبية وزارة الصحة.

وإذا كان التلقيح ضد فيروس كورونا في العالم القروي لا يختلف كثيرا عن الأجواء التي تمر فيها العملية في المدن، فإنه بالموازاة مع التلقيح داخل المستوصفات يتم القيام بقوافل للتلقيح من أجل الوصول إلى المواطنين في بيوتهم، خاصة كبار السن الذين لا يستطيعون القدوم إلى المراكز الصحية.

hespress.com