تدخلت القوات العمومية بمدينة سوق السبت أولاد النمة، زوال الجمعة، لصد مسيرة احتجاجية كانت متجهة صوب عمالة إقليم الفقيه بن صالح للمطالبة بإلغاء قرار يقضي بتحويل باعة السوق الأسبوعي من شارع رئيسي بالمدينة إلى مكان بمحاذاة السوق الأسبوعي.

ورفع المحتجون، الذين جابوا شوارع المدينة قبل أن يقرروا التوجه صوب عامل الإقليم، يافطات بها عبارات من مثل “الموت ولا المذلة” و”باركا من الحكرة” و”أيها المسؤول أين الحلول”، و”كفى من العبث”، كما رددوا شعارات من قبيل “بغيت فراشة باش نعيش .. ما نسرق ما نبيع حشيش”، “حنا جينا واحتجينا… ولادنا جاعوا ليا”، و”باش حنا مواطنين لا حقوق لا قوانين”.

وذكر المهدي سابق، عن حركة الشبيبة الديمقراطية التقدمية بسبت أولاد النمة، أن الباعة، ومعهم عدد من الفعاليات الحقوقية والسياسية والجمعوية، يرفضون سياسة “قطع الأرزاق”، ويؤكدون تشبث هذه الفئة العريضة بأماكنها بشارع محمد الخامس حتى بناء السوق الأسبوعي الجديد.

ووصف المهدي سابق ملف “باعة السوق الأسبوعي” بالشائك بالنظر إلى إرتباطه بالقوت اليومي لعشرات الأسر، ولأنه في حالة ما إذا تم تفعيله في غياب بديل واقعي، سيضع الكثيرين وجها لوجه مع البطالة.

ودعا الناشط الجمعوي ذاته السلطات المحلية إلى التعاطي بإيجابية مع مطالب “الفرّاشة”، مع الأخذ بعين الاعتبار تداعيات مرحلة الحجر الصحي على ظروف عيشهم، معتبرا قرار التنقيل إجحافا في حقهم وضربا لرزقهم اليومي الذي كان وما يزال مرتبطا بما يكسبونه من ممارسة مهنة “الفرّاشة”.

وأوضح التهامي الشرقاوي، ناشط حقوقي بالمدينة، أن باعة السوق الأسبوعي يطالبون “كأيها الناس” بلقمة عيش كريمة، وبضمان حقهم في العيش، سواء من خلال إعادتهم إلى أماكنهم بشارع محمد الخامس أو عبر ايجاد بديل لهم غير ما هو مقترح من طرف السلطات المحلية، مشيرا أن إغلاق باب الحوار في وجوه “الباعة” ليس طريقة مُثلى في مثل هذه الظرفية الصعبة، حيث ما يزال الكل منهوكا من الأثار السلبية لتداعيات الحجر الصحي.

وندد الناشط الحقوقي ذاته بما وصفه بسياسة صم الآذان تجاه ما اعتبره “مطالب مشروعة” لهذه الفئة، واصفا المقاربة الأمنية بالخيار الفاشل لمعالجة قضايا اجتماعية من هذا الصنف، داعيا إلى عدم تجزيئ ملف تحرير الملك العمومي أو اختزاله في شارع دون آخر.

وارتباطا بالموضوع، أوضح مصدر مسؤول لهسبريس أن عملية ترحيل “باعة السوق الأسبوعي” من شارع محمد الخامس، أحد أكبر شوارع المدينة، إلى مكان محاذٍ للسوق الأسبوعي، تدخل في إطار الجهود المبذولة لتحرير الملك العمومي، وتطبيق إجراءات السلامة الصحية، والحد من الفوضى التي تعرقل حركة السير والجولان.

hespress.com