فاز الفنان المغربي الساخر أحمد السنوسي، الملقب بـ”بزيز”، بجائزة بوزغيبة الدولية للفن الساخر، التي يسهر على تنظيمها وتقديمها سنوياً الفنان التشكيلي والكاتب المغربي رزاق عبد الرزاق.

ووفق بلاغ توصلت به هسبريس، قال مؤسس الجائزة إن اختيار “بزيز” يأتي اعتمادا على المعايير نفسها التي ارتكز عليها في الدورات السابقة، “حيث منحنا الجائزة في دورتها الـسادسة عشر لهذا المبدع الكبير تقديراً لتجربته الفنية الغنية بالمنجزات ولروح المثابرة التي طبعت مساره منذ بداية مشواره التعبيري، وتثميناً لدوره المشهود في تطوير فن الفكاهة الهادفة ليس في المغرب فحسب وإنما في العالم العربي برمته”.

وأضاف: “كان لزاما علينا أن نتوجه مند بدايات الجائزة، لكن كانت الأسبقية آنذاك هي إعطاء البرهان الموضوعي على بعدها الدولي، وأعتقد أن التتويج الحالي أكثر قيمة نظرا للأشواط التي قطعتها الجائزة حتى الآن. فظاهرة بزيز فريدة من نوعها، ولدينا الحجة الدامغة أنها لن تتكرر في القادم من السنين، لأن هذا الفنان يعد من فصيلة المبدعين العباقرة”.

وشدد رزاق عبد الرزاق على أن اسم السنوسي برز بشكل كبير في فترة الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، وتألق في الإبداع حتى في فترة انسداد الأفق، مما حوله إلى فاعل مجتمعي منشغل بقضايا العالم الثالث، وزاد: “شبهه البعض بـ”كوليش”، ذلك الفكاهي الفرنسي الذي أطلق على أعماله الخيرية اسم “مطاعم القلب”، التي لا زالت إلى يومنا تقدم وجبات للمهمشين والفقراء كما كان يفعل قبل وفاته، لكن بزيز يظل بزيز لا يشبه أحدا”.

وأكد المتحدث أن التاريخ الفني المغربي سيسجل بحبر من ذهب اسم مبدع “عرس الديب”، ومتتبع خطوات “أبي نهب”، فـ”حفاظا على مبادئه ونظافة قيمه الأخلاقية، فضل العيش من مبيعات لوحاته التشكيلية، ومن العروض التي يقدمها خارج المغرب، وبهذا التتويج المستحق سيضاف اسمه إلى لائحة الفائزين بجائزة بوزغيبة، التي تضم قامات من طينة إينيو موريكون، وبيتر بروك، وباتريسيا بيسينيني، ومارسيل خليفة، وفؤاد أحمد نجم”.

وأعلن منظم الجائزة أن الأخيرة ستخصص لبزيز حيزا هاما في الجزء الرابع من المونوغرافيا المتعلقة بالجائزة، التي هي في طور التدوين.

ازداد أحمد السنوسي في مدينة الجديدة سنة 1955، رحل مع عائلته إلى مدينة الدار البيضاء، وقبل صعوده منصة المسرح كان له ميول إلى النوادر والقصص الهزلية، وكون مع حسين بنياز ثنائيا شد الأنظار إليه لمدة طويلة. وبعد أن افترقا، راح بزيز يمارس هوايته المفضلة بمفرده وأحيانا يستعين بعازفين شباب لأداء أغنياته الملتزمة التي كتب كلماتها بنفسه.

يذكر أن الجائزة تأسست عام 2005، وتتميز بازدواجية بعديها التشكيلي والببليوغرافي، حيث يكلل التتويج بفصول وفقرات إضافية تسلط الضوء على مسارات الفائزين، وذلك في كتاب مونوغرافي صدرت منه إلى حد الآن ثلاثة أجزاء، واحد تم نشره بفرنسا سنة 2012، في حلتين ورقية والكترونية، والجانب التشكيلي يكمن في تجسيد الجائزة بلوحة زيتية تحمل توقيع مبدعها. والجائزة في كينونتها وصيرورتها تهدف إلى خدمة قيم التعايش السلمي والتواصل الإنساني عبر الإبداع الفني وحوار الثقافات.

hespress.com