من المرتقب أن تعرض مؤسسة الشارقة للفنون مجموعة أفلام مختارة من مقتنياتها، تعرض عبر الإنترنت خلال شهر أبريل الجاري، وترافقها جلسات نقاشية مع مخرجيها.

وتقام هذه العروض الثلاثة، وَفق بلاغ للشارقة للفنون، بتزامن مع معرض «أعمال مبعثرة» الذي يضم مجموعة أعمال من مقتنيات المؤسسة، سواء الجديدة منها أو النادِرِ عَرْضُها.

ويسعى مخرجو هذه الأفلام، حسب المصدر نفسه، إلى “مقاربة المفهوم التعسفي لتوصيف «مهاجر»، معتمدين على الذاكرة بهدف رواية قصص تحاول تفتيت السائد والمتداول عن مكان ما أو عن تجاربه، ما يخلق، بدلاً من ذلك، عوالم شائكة تسمح بظهور أشكال جديدة من الخيال”.

وتشمل قائمة العروض المبرمجة الفيلم الوثائقي «اسميرنا» (2016)، وهو من إخراج جوانا حاجي توما وخليل جريج، ويُعرض يوم 16 أبريل 2021. ويوثق هذا العمل لحِوارية مطولة جرت بين توما والفنانة والشاعرة إيتيل عدنان، اللتين جمعت بينهما صداقة منذ أوائل التسعينيات، ونمت وتطورت على مرّ السنين، حيث ارتبطتا بأرض «اسميرنا» (المعروفة حالياً بـ «إزمير») رغم أنهما لم تزوراها قط.

وبعد نفي عائلتي توما وعدنان من سميرنا بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية، استعاضتا عنها بقصصها وبسكنى خيالية فيها، وراحتا تكتشفانها معاً عبر محادثة متخيلة عن العنف الذي لحق بها.

وَيَلي «اسميرنا»، عرضٌ لفيلم «سياحة داخلية 2»، يوم 23 أبريل 2021، وهو فيلم تجريبي من إخراج مها مأمون، تستكشف فيه المخرجة الصورة النمطية للأهرامات المصرية، في محاولة لاسترداد هذا الرمز القومي من التبجيل السطحي في البطاقات السياحية والإعلانات التجارية وأفلام هوليوود، عبر إعادة إدراج الأهرامات في تعددية المشهدية التاريخية والثقافية لمدينة القاهرة.

فيما يُعرض الفيلم الأخير ضمن السلسلة يوم 30 أبريل 2021، وهو «طرابلس الملغية» (2017)، من إخراج نعيم مهيمن، ويرصد أسبوعاً في حياة رجل وجد نفسه عالقاً في أحد المطارات لعشر سنوات.

وصور هذا الفيلم في مطار إلينيكون في اليونان، وسيناريوه مستوحى من والد المخرِج، الذي علق في المطار نفسه في أثينا لمدة تسعة أيام عام 1977، بعدما أضاع جواز سفره على رحلة متجهة من بنغلاديش إلى الهند. ويستكشف الفيلم “تعقيدات تجربة المهاجر، ليكون بمثابة رواية سيكولوجية حول حياة مُعاشة بين طبقات المجتمع وهوامشه”.

يشار إلى أن مؤسسة الشارقة للفنون تستقطب طيفاً واسعاً من الفنون المعاصرة والبرامج الثقافية، لتفعيل الحراك الفني في المجتمع المحلي في الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، والمنطقة؛ وتسعى إلى “تحفيز الطاقات الإبداعية، وإنتاج الفنون البصرية المغايرة والمأخوذة بهاجس البحث والتجريب والتفرد، وفتح أبواب الحوار مع كافة الهويّات الثقافية والحضارية، بما يعكس ثراء البيئة المحلية وتعدّديّتها الثقافية”.

hespress.com