ما يحدث كل ليلة تقريبا منذ بداية شهر رمضان الفضيل بخروج “احتجاجات” في بعض المدن المغربية، للمطالبة بالسماح بإقامة صلاة التراويح، يثير أكثر من تساؤل حقيقي بشأن من يقفون وراء هذه “الاحتجاجات”.

طبعا لا أحد يرغب في إغلاق المساجد..ببساطة لأن “الإسلام دين الدولة، والدولة تضمن لكل واحد حرية ممارسة شؤونه الدينية”، كما ورد في الفصل الثالث من دستور 2011.

لكن..إذا قبلنا على مضض مسألة إغلاق المساجد في صلاتي العشاء والفجر، لاعتبارات صحية بالأساس، خشية تفاقم انتشار سلالة كورونا في البلاد، وأيضا احتراما لقرار السلطات المختصة، فإن المثير للتساؤل هو طريقة خروج مظاهرات واحتجاجات في بعض المدن بعد الإفطار، للمطالبة بأداء صلاة التراويح، تحت شعار “الشعب يريد صلاة التراويح”.

وبغض النظر عن كون صلاة التراويح سُنة فعلها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكان يصليها في بيته خشية أن تفرض على المسلمين، كما كان الصحابة يصلونها زمن الرسول متفرقين، قبل أن يجمعهم الخليفة عمر بن الخطاب خلف إمام واحد، فإن السؤال المطروح هو: لماذا مطلب أداء صلاة التراويح تحديدا؟ ولماذا ليست صلاة العشاء أو صلاة الفجر؟ وهما فريضتان ضمن الصلوات الخمس، لقول الله تعالى: “إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا”.

السؤال الثاني الأكثر إلحاحا يتمثل في “نوعية المحتجين”..من هم؟ وما الهدف من احتجاجاتهم؟ ومن يقف وراء هذا “الانفلات” الاجتماعي؟.

قد يغضب البعض من هذا الكلام، لكن لنتحدث بمنطق دون تعصب أو تسرع..بتفحص المشاهد المنتشرة للمحتجين في ليالي رمضان تحت شعار “الشعب يريد صلاة التراويح”، ندرك جليا حقيقة هذا “الشعب” المقصود.

الملاحظ أن أكثر المحتجين إنما هم جماعات من الأطفال والمراهقين يصرخون للمطالبة بأداء صلاة التراويح، بينما قليلا ما يظهر راشدون وكبار في السن، وفق مقاطع توثق لهذه “الاحتجاجات”.

الأدهى أنه في مقطع مسجل من مدينة مراكش بعض المحتجين المطالبين بصلاة التراويح كانوا عراة الصدر، يرفعون عقيرتهم بالصراخ في وجه الشرطة. بينما ظهرت فتيات أيضا بلباس البيت (بيجاما) ضمن المطالبين بالتراويح، وهن يلتقطن صور “سيلفي” وصورا لأجهزة الأمن المنتشرة لتطويق “الاحتجاج”؛ فهل هذه العينة من المحتجين فعلا صادقة في طلب الترخيص بأداء صلاة التراويح؟ أم إن وراء الأكمة ما وراءها؟..

وبعد كل هذا، يحق التساؤل من وراء إذكاء هذه “الانفلاتات”، بدعوى الرغبة في أداء التراويح، مادام أغلب هؤلاء الأطفال والمراهقين ربما لا يصلون بالمرة؟.

هل الأمر مقصود ومخطط له؟ أم أن هذه الخرجات “عفوية”؟.. الجواب لكم..

hespress.com