العلاقات بين الرباط ومدريد ليست على ما يرام؛ بدا ذلك واضحا من خرجة وزير الخارجية المغربي الأخيرة، بدعوته الإسبان إلى الوضوح والرد على تساؤلات السلطات المغربية حول الترخيص للمدعو إبراهيم غالي، المتابع من لدن العدالة الإسبانية على خلفية جرائم إبادة والإرهاب، بالدخول إلى ترابهم.

وأشارت مصادر إسبانية إلى أن “وزارة الخارجية في مدريد تدرس الرد على تساؤلات الرباط بشأن استقبال زعيم البوليساريو ابراهيم غالي لأغراض إنسانية”، مبرزة أن “أجواء عدم الثقة تطبع العلاقات بين البلدين بسبب موضوع الاستقبال الإسباني لمتورط في جرائم حرب وإبادة”.

وتمر العلاقات بين المغرب وإسبانيا بلحظات حساسة للغاية، حيث لأول مرة يتفادى وزير الخارجية المغربي عبارات الدبلوماسية في خطابه الموجه إلى الإسبان الذي نقلته وكالة الأنباء الإسبانية، متسائلا حول ما إذا كانت إسبانيا “ترغب في التضحية بالعلاقات الثنائية” بسبب حالة المدعو إبراهيم غالي.

ومنذ أكثر من أسبوع، أكدت حكومة مدريد وجود غالي في الأراضي الإسبانية، مبررة ذلك بـ”أسباب إنسانية بحتة” بعد إصابته بفيروس كورونا. وبعد سماع النبأ، أصدرت وزارة الخارجية المغربية بيانا، الأحد الماضي، أعرب فيه المغرب عن “أسفه لموقف إسبانيا”، و”خيبة أمله إزاء تصرف يتعارض مع روح الجماعة وحسن الجوار”.

واضطر ريكاردو دييز هوشلايتنر، السفير الإسباني في الرباط، إلى تقديم تفسيرات في لقاء جمعه مع المسؤولين الدبلوماسيين المغاربة. وأرادت أرانشا غونزاليس لايا، وزيرة الخارجية الإسبانية، أن تطمئن الجانب المغربي بالقول إن “هذه المسألة لا تمنع أو تعكر صفو العلاقات الممتازة التي تربط إسبانيا بالمغرب على الإطلاق”.

ونقلت “Abc” أنّه “في بداية دجنبر الماضي، علقت إسبانيا والمغرب الاجتماع رفيع المستوى الذي كان مقررا أن يعقد في الرباط. وقد اتفق البلدان على التصريح بأن “الوضع الناجم عن الوباء هو الذي جعل من مسألة عقد القمة أمرا مستحيلا”.

وخلال ذلك التأجيل، كان هناك حديث عن عقد القمة مرة أخرى في فبراير. لكن لا مؤشرات واضحة حول تاريخ عقد هذه القمة، حيث إن الوضع متوتر بين البلدين بسبب أزمة الهجرة. بالإضافة إلى “مناورات” بابلو إغليسياس، الذي كان وقتها عضوًا في الحكومة، ووقوفه إلى جانب أعداء المملكة.

وتعتبر إسبانيا الشريك التجاري الأول للرباط. كما أن المغرب هو أول زبون لإسبانيا خارج الاتحاد الأوروبي بعد الولايات المتحدة. ويشكل المغاربة أكبر جالية في إسبانيا، حيث يبلغ عددهم ما يقرب من مليون شخص، وتوجد في المغرب أكبر شبكة لمعهد ثربانتس.

hespress.com