تراجعت جبهة البوليساريو الانفصالية عن القول بأنه لا يوجد أي سبب مقنع لمثول زعيمها، إبراهيم غالي، أمام القضاء الإسباني في فاتح يونيو المقبل.

وكشفت مصادر إسبانية أن غالي وافق على المثول أمام المحكمة العليا الإسبانية، الأسبوع المقبل، وذلك بعدما رفض سابقا تسلم استدعاء المحكمة؛ وطلب مهلة للتشاور مع الجزائر.

ونقلت مصادر إعلامية إسبانية عن “ممثل قانوني” أن “غالي سيطلبُ التحدث عبر الفيديو من لوجرونو بإسبانيا، حيث يوجد حاليا في المستشفى.

وكان القيادي الانفصالي سالم البصير، الذي يتواجد بإسبانيا رفقة غالي، أكد أن زعيم البوليساريو “سيغادر التراب الإسباني، في الأيام المقبلة، دون مثوله أمام المحكمة الوطنية في مدريد”. لكن يبدو أن التصعيد المغربي، الذي ربط استمرار العلاقات مع إسبانيا باتخاذ إجراءات ضد غالي، قد دفع مدريد إلى إقناع الجزائر بضرورة مثول غالي أمام القضاء؛ والرد على الاتهامات الموجهة إليه.

وأكدت وثيقة رسمية أن رئيس المحكمة الوطنية الإسبانية راسل، أمس الثلاثاء، إبراهيم غالي وأمره بتعيين محام ينوب عنه، أو تعينه من قبل المحكمة.

وأمر القاضي الإسباني السلطات الاسبانية بضرورة إبلاغ زعيم البوليساريو بالاستدعاء، والتثبت من قدرته على الحضور من عدمها للمثول أمامه في فاتح يونيو المقبل؛ وفي حالة عدم قدرته على التنقل إلى المحكمة لأسباب صحية، طلب القاضي الإسباني توفير المعدات الالكترونية اللازمة لعقد لقاء بتقنية الفيديو.

ولا يستبعد أن يكون هناك تنسيق جزائري إسباني حول مثول إبراهيم غالي أمام القضاء قبل مغادرته البلاد، إذ كشفت مصادر إسبانية هبوط طائرة عسكرية جزائرية، الاثنين الماضي، في توريخون الإسبانية، تقل شخصيات عسكرية جزائرية رفيعة المستوى، قبل أن تغادر متوجهة مرة أخرى إلى الجزائر؛ وهي طائرة صغيرة تستخدم عادة لسفر الشخصيات، وتتسع لما بين 12 و15 راكبا.

وهدد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، بتصعيد المغرب ضد إسبانيا في حالة عدم امتثال إبراهيم غالي للسلطات القضائية، قائلاً: “إذا كانت إسبانيا تعتقد أنه يمكن حل الأزمة عن طريق إخراج هذا الشخص (إبراهيم غالي) بنفس الإجراءات فذلك يعني أنها تبحث عن تسميم الأجواء وعن تفاقم الأزمة أو حتى القطيعة”.

وترغب إسبانيا في طي الأزمة مع المغرب في “أقرب وقت ممكن”، وخفضت من تصعيدها بعد التوتر الناتج عن تدفق مئات المهاجرين غير النظاميين إلى سبتة المحتلة.

وحاول بيدرو سانشيز، رئيس الوزراء الإسباني التخفيف من التوتر القائم مع المغرب، في أول حضور له بمجلس الإتحاد الأوروبي بعد الأزمة الدبلوماسية بين مدريد والرباط.

وقالت مصادر دبلوماسية إسبانية، اليوم الأربعاء، إن سانشيز “يسعى إلى تهدئة التوتر وإعادة العلاقات مع المغرب كما كانت” قبل أزمة استقبال إبراهيم غالي.
المصادر ذاتها في حديثها لصحيفة “إلباييس” اعتبرت أن “إعادة العلاقات كما كان سابقا أمر صعب لأن مدريد لن تغير موقفها من نزاع الصحراء كما تريد الرباط اليوم”، لكنها أشارت إلى أن “ما يمكن حله بأسرع وقت هو وضع زعيم البوليساريو”.

وترى مصادر في الحكومة المركزية في مدريد أن تجاوز إشكال إبراهيم غالي “لن ينهي الخلاف الأساسي مع المغرب الذي يضغط من أجل إجراء تحول في موقف الإتحاد الأوروبي من نزاع الصحراء بعد اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على هذا الإقليم المتنازع عليه”.

hespress.com