توجه الهولنديون إلى صناديق الاقتراع للتصويت في الانتخابات التشريعية التي ستفرز حكومتهم الجديدة، وسط احتمال بصعود حزب الحرية المتطرف بزعامة خيرت فيلدرز إلى الحكومة المقبلة.

ويبقى انضمام حزب الحرية إلى حكومة “الأراضي المنخفضة” المرتقبة مشروطا بتراجعه عن كلام أساء فيه إلى المهاجرين المغاربة خلال مهرجان خطابي سابق في العاصمة لاهاي منذ سنوات، حين خاطب أنصاره: “هل تريدون مغاربة أكثر أم أقل في هذه المدينة، وفي هولندا؟”، فرد عليه الحضور أكثر من مرة بالقول: “أقل.. أقل”، فأجابهم النائب المعروف بعدائه: “سنقوم بذلك سنة 2014”.

في مناظرة انتخابية بثها التلفزيوني الهولندي مساء الاثنين، اشترط مارك روتن، رئيس الوزراء الهولندي الحالي وزعيم الحزب الحاكم المرشح للفوز بالانتخابات، على خيرت فيلدرز، زعيم حزب الحرية، التراجع عن التصريحات التي تحدث فيها عن المغاربة، إن هو رغب في التحالف معه لتشكيل الحكومة المقبلة.

مارك روتين قال، في المناظرة التلفزيونية، إن خيرت فيلدرز ليس على استعداد للاعتذار عن بيان “القليل من المغاربة”، وأنه إذا تمسك بعدم التراجع عن التصريحات الصادرة عنه قبيل الانتخابات البلدية لعام 2014، فإن حزب سيُستبعد من تشكيل الحكومة.

روتين اشترط كذلك على فيلدرز سحب بيانه الذي طالب فيه بإغلاق المساجد والمدارس الإسلامية بهولندا، وعدم السماح للهولنديين ذوي الجنسية المزدوجة بالتصويت في الانتخابات.

وسبق لخيرت فيلدرز، البرلماني ورئيس حزب الحرية، المعروف بعدائه للمغاربة وللإسلام والمسلمين في هولندا، أن تعهد بإنشاء وزارة سماها “التطهير من الإسلام”، كما تعهد أيضا بحظر ارتداء الحجاب في الأماكن العامة ووقف طلبات اللجوء.

ويكن فيلدرز عداء شديدا للمهاجرين المغاربة المقيمين في هولندا، حيث سبق له أن اتهم الشباب المغاربة بالمشاركة في الأعمال التخريبية التي شهدتها هولندا احتجاجا على التدابير الاحترازية التي طبقتها السلطات الهولندية للحد من تفشي فيروس “كورونا”، ونسي بأن مدينة “أورك” التي يحظى فيها بشعبية كبيرة وتصوت له مائة في المائة مدينة قام سكانها بأعمال تخريبية لم تعرفها هولندا من قبل، ولا يقطن فيها سوى مغربيان أو ثلاثة.

ويبدو أن زعيم حزب الحرية المتطرف غير مستعد للاستجابة للشروط التي فرضها عليه مارك روتين للتحالف معه، حيث قال هذا الأخير في المناظرة التلفزيونية التي جمعتهما إن فيلدرز “لا ينوي الإمساك بيدي الممدودة، ولا يريد الجلوس في مجلس الوزراء الذي لا يقيّد الهجرة بشكل كبير”.

hespress.com