شدد فيصل العرايشي، الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، على أن إنجاح القفزة المستقبلية المرجوة من التحول الجديد في الإعلام السمعي البصري العمومي رديف لإبرام عقد برنامج مع الحكومة، واضح ومتوسط أو طويل المدى وقابل للتغير، يوفر الموارد المالية الحقيقية لتنفيذ هذه الرؤية.

ولم يخف العرايشي، خلال اجتماع لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب، والمخصص لاستكمال دراسة القضايا المتعلقة بالقطب السمعي البصري العمومي، أن عمل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة على تنفيذ التزامات دفتر تحملات سنة 2012، رغم غياب عقد برنامج من لدن الحكومة كما ينص على ذلك القانون 77-03 المتعلق بالاتصال السمعي البصري، أثر كثيرا على إستراتيجية العمل، “إذ ظلت الشركة الوطنية مع دنو كل سنة مالية جديدة يتجدد لديها السؤال عن ماهية المبلغ الذي سنتوصل به لمعرفة المشاريع الاستثمارية التي ستنخرط فيها”.

وشدد الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة على أنه مسيري الشركة لم يرتكنوا، على الرغم من تلك الوضعية غير السليمة، إلى الشكوى أمام العلن؛ بل تم الحرص، على الدوام، على تقديم أفضل ما يمكن تقديمه في ظل الإكراهات.

وأضاف المتحدث: “علما أن الميزانية المخصصة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة لم تتغير منذ 10 سنوات”، فإنه في سياق آخر عبر عن موافقته الرأي للبرلمانيين حول “ضرورة مراجعة القوانين، وذلك لتكون منفتحة وموسعة لهوامش المبادرة واتخاذ القرار والابتكار وليس الضبط، على أساس التقييم البعدي وربط المسؤولية بالمحاسبة”.

وتفاعلا مع اهتمام النواب البرلمانيين بوضعية ما سمي “المتعاقدين غير المرسمين”، أوضح فيصل العرايشي أنه هذا التوصيف ملتبس ومخالف للحقيقة، حيث إن “الفئة المقصودة به حقيقة وضعيتهم أنهم يرتبطون مع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بعقود تجارية وليس عقود عمل، وللأسف الشديد لا يمكن توظيفهم بشكل مباشر؛ لأن الوسيلة الوحيدة للتوظيف في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، على غرار جميع المؤسسات العمومية، هي المباريات التي يظل اجتيازها مفتوحا أمام هذه الفئة، في إطار من تكافؤ الفرص”.

وجدد الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة التأكيد على أن من الأسئلة الجوهرية حاليا هي ماذا نعمل من أجل الشباب، إذ لا يمكن بتاتا التفكير في العرضين الآني والمستقبلي للخدمة الإعلامية العمومي دون التفكير في ماذا سيقدم للشباب. وفي ظل تنامي الأنماط الجديدة للاستهلاك وعولمتها، يظل الحل الوحيد هو خلق منتوج مغربي كبير من حيث الجودة والكم يتوجه بمحتوياته نجو جميع الفئات، وعلى الجميع المساهمة في التفكير السريع والقوي لتوفير هذا المنتوج.

وتحدث فيصل العرايشي عن مطلب تعويض المنتوجات الأجنبية بالوطنية، فشدد على أن الجميع يتقاسم هذا الطموح، بل هو طموح يومي بالنسبة إلى المسيرين؛ لكن المدخل لتحقيقه يظل هو توفير الموارد، لأن إنتاج عمل درامي من 365 حلقة لكي يبث يوميا على مدار السنة يتطلب على الأقل 100 مليون درهم للمسلسل الواحد، في حين أنه في الوضعية الراهنة الغلاف المالي الإجمالي السنوي المخصص للإنتاجات الوطنية ولجميع القنوات التلفزيونية الوطنية لا يتعدى 350 مليون درهم.

وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة كشف، خلال نهاية هذا الاجتماع، عن مستجدات تهم الاهتمام برياضات الأحياء والمواكبة الإعلامية للمبادرات الرياضية الشبابية تجسيدا لإعلام القرب، فأعلن أنه تم اتخاذ قرار بوقف الإعادات التي تبث على قناة “الرياضية” صباحا وتخصيصها لهذه البرامج الجديدة؛ وهو ما سيشرع فيه في غضون الأسابيع المقبلة.

hespress.com