السبت 15 ماي 2021 – 15:00
مع كل مناسبة دينية أو وطنية، تكرر المجاملات الدبلوماسية من لدن الرئيس الجزائري الموجهة إلى الملك والشعب المغربيين، كان آخرها رسالة عبد المجيد تبون بالتهنئة في العيد للعاهل المغربي محمد السادس؛ وذلك أياما قليلة فقط من دعوته إلى حرب اقتصادية ضد المغرب.
نوفل البعمري، محام وباحث في ملف الصحراء، يرى، في حديث مع هسبريس، أن “العلاقة المغربية الجزائرية في الأعياد الدينية تحمل دائما أوجاعا كبيرة، خاصة لدى الأسر المغربية”، مذكرا بطرد الآلاف من المغاربة من أراضي الجارة الشرقية للمملكة ليلة عيد الأضحى سنة 1975 ومصادرة ممتلكاتهم التي خلفوها وراءهم، مع ما صاحب ذلك الطرد من مآس اجتماعية وإنسانية كبيرة لدى تلك الأسر خاصة تلك التي تركت وراءها أفرادا منها هناك بدعوى حملهم للجنسية الجزائرية.
وقال البعمري إنه “مع عيد الفطر لهذه السنة بينما العالم مشغول بالاحتفاء به، وانشغال الأمة العربية والإسلامية بكافة أشكال الدعم للمقدسيين، النظام الجزائري للأسف وحده شكل الاستثناء في المنطقة العربية ككل”، مستنكرا “انشغال نظام تبون بإعلان حرب اقتصادية على المغرب”.
وفي هذا الصدد، يرى المحلل السياسي أن الحرب الاقتصادية على المملكة بالتزامن مع رسالة تهنئة العيد تمثلت في القرار الرئاسي الذي أصدره تبون الذي هدد فيها شركات بعينها ممن تتعامل مع المغرب ولها شراكات اقتصادية مع نظيرتها المغربية، مستغربا “اتهامها بالغدر وهي جريمة تصل عقوبتها للإعدام”.
وقد جرى الإعلان تبعا لهذه التعليمات أن مجلس إدارة شركة الأمانة للتأمينات الجزائرية، الفرع التابع للشركة الوطنية للتأمينات الجزائرية التي تمت تسميتها بالاسم في بلاغ الرئيس الجزائري تبون، قام بإقالة مديرها التنفيذي عبد الحق المنصور بسبب جنسيته المغربية، خوفا من الملاحقة البوليسية الجزائرية للشركة إن هي استمرت في تعاملها مع المغرب وإن بشكل غير رسمي.
وفي هذا الإطار، يرى البعمري أن “الأمر يتعلق بحرب اقتصادية خطيرة يريد النظام فرضها على الشركات الجزائرية؛ وهو ما يبرز أن الاقتصاد الجزائري هو اقتصاد هش، متحكم فيه من طرف العسكر”، منبها إلى أن بنية الاقتصاد في الجارة الشرقية متداخلة مع بنية الحكم باعتباره المُسيطر عليه وخصوصا العُصبة الحاكمة.
