ملابسٌ بالية مبعثرة على أسلاك، وتكادُ تلامس الأرضَ، وأطفالٌ يركضون بكاملِ عنفوانهم غير آبهين بالأسوار العالية المحيطةِ بالمكان، وسيارات خفيفة تحملُ مساعدات إنسانية…هكذا بدا الوضع صباحَ العيد في منطقة “الخزاين” وسطَ مدينة سبتة المحتلة، التي قصدها المغاربة العالقون في الثّغر المحتلّ.

وغابت “أجواء العيد” في مدينة سبتة المحتلّة عقبَ قرار السّلطات الإسبانية منعَ أيّ تجاوزات صحيّة مرتبطة بهذه المناسبة الدّينية. وفي ظلّ انعدامِ فضاءات مناسبة للاحتفال بالعيد الكبير، ظلّ عدد كبير من المغاربة العالقين في الثّغر المحتلّ متسمّرين في أمكانهم دونَ أن ينالوا نصيبهم من فرحٍ مؤجّل.

وقال عبد الرحيم ننانو، من سبتة المحتلّة، إنّ “هناك مغاربة مازالوا عالقين في الثّغر المحتلّ”، مضيفاً: “إذا كنتم تهنون بالعيد مع عائلاتكم وذويكم فهناك العديد من النّاس المحرومين من حقّ العودة، ويعيشون ظروفا قاسية بعد أن تخلّى عنهم المسؤولون”.

وأضاف ننانو أنّ “وضعَ هؤلاء لم يكن يستدعي كلّ هذا التّأخير، وهو ماضٍ في التّأزيم”، وزاد: “كنا نأمل أن يخرجوا قبل العيد، الذي كنا نراهن عليه باعتباره مناسبة للتّخفيف من محنتهم رفقة ذويهم”، وأردف: “وضعيتهم تدمي القلب”.

ويأملُ عشرات المغاربة فتح الحدود في وجه العالقين في مدينتي سبتة ومليلية المحتلّتين وترحيلهم قبل أن يتم إغلاقها. وأورد أحد المواطنين العالقين: “حُرمنا من صيام الشهر الكريم والاحتفال بعيد الفطر بسبب الجائحة فتقبلنا الأمر، ولكن أن نحرم من قضاء عيد الأضحى بعيدين عن أهالينا فهذا أمر لن نقلبه”.

وفي تركيا لم يكن الوضعُ مختلفاً، فلا وجود لاحتفالات بالعيد وسط المغاربة العالقين، الذين قرّروا التّجمع في مدينة إسطنبول حتّى يكونوا قريبين من القنصلية العامّة للمملكة.

وقال أحد العالقين في “بلاد الأناضول”: “نعيشُ الجحيم ولا عيد لدينا هنا في إسطنبول”، مؤكّداً أنّ “هناك جمعيات مغربية حاولت نشر مظاهر الفرح وسطَ المهاجرين”.

ويناشدُ هؤلاء الملك محمّدا السادس أن يفتح باب التّرحيل في وجههم، مؤكّدين أنّهم لم يعودوا يثقون في الحكومة التي لا تفكّر في وضعهم ولا تأخذه مأخذ الجدّ، على حدّ قولهم، موردين أنّ “قراراتها الفجائية لم تسبب سوى الأذى للشعب سواء داخل أو خارج أرض الوطن”.

وتواصلُ المملكة إجلاء مواطنيها، إذ قامت سفارة المملكة المغربية، أمس الخميس، بإعادة حوالي عشرين مواطنا مغربيا كانوا عالقين في نيجيريا منذ عدة أشهر بسبب التدابير المتخذة لمكافحة وباء كوفيد- 19.

وتمكن المستفيدون من العملية، ومن بينهم نساء حوامل، من الالتحاق بأرض الوطن للاحتفال بالعيد مع أقربائهم.

hespress.com