عادت الحياة إلى طبيعتها نسبيا في مدينة سيدي سليمان وسط استبشار ورضى من ساكنتها المحلية بعد تصنيفها ضمن “المنطقة 1” التي شملها قرار تخفيف قيود تدابير الحجر الصحي بفضل الوضعية الوبائية “المستقرة”؛ إذ لم تسجل في الإقليم سوى إصابة واحدة فقط بفيروس كورونا المستجد تماثلت للشفاء منذ منتصف مارس المنصرم.

وخرج العديد من ساكنة المدينة نحو بعض الشوارع والأماكن العمومية للترويح عن النفس ومعانقة الحرية من جديد، بعد أن حرمتهم منها جائحة كورونا منذ مارس الماضي، معبرين عن فرحتهم الكبيرة بهذا الإنجاز المهم الذي استطاعوا تحقيقه بفضل إظهارهم لحس عال من المسؤولية، والمواطنة المثالية، والصبر، والالتزام بتطبيق بنود قانون الحجر الصحي وحالة الطوارئ الصحية.

وعرفت المدينة حركة ملحوظة مشوبة بالحذر بأزقة أحيائها وبوسطها خلال الأيام الأولى من مرحلة تخفيف الحجر الصحي بعد أن استُؤنِفت معظم الأنشطة الاقتصادية بها، وعاد بعض أصحاب المهن الحرة إلى مزاولة نشاطهم، وفتحت مختلف المحلات التجارية أبوابها في وجه الزوار، باستثناء “القيساريات” التي قررت السلطات المحلية الإبقاء عليها مغلقة إلى موعد لاحق.

وفي هذا الصدد، قال كريم الدو، خياط تقليدي، إن “قرار إغلاق المحلات التجارية داخل القيساريات والسماح للمتواجدين خارجها باستئناف نشاطهم فيه نوع من الارتجالية والعشوائية، ما خلف تذمرا واستياء كبيرين في صفوف التجار الذين تضرروا بشكل ملحوظ خلال شهور الحجر الصحي”، مشيرا إلى أن “جميع المراكز التجارية التزمت بالتدابير الوقائية والإجراءات الاحترازية التي أقرتها السلطات العمومية بمعايير نموذجية”.

وأضاف أمين مال جمعية تنمية الصانع التقليدي بقيسارية نزار أن “تجار وحرفيي هذه المراكز قد وضعوا ملتمسا على طاولة عبد المجيد الكياك، عامل الإقليم، قصد السماح لهم باستئناف أنشطتهم التجارية والمهنية لإنقاذ وضعيتهم الاقتصادية والاجتماعية التي تضررت كثيرا بهذا الاغلاق، ما جعلهم على حافة الافلاس بسبب تراكم ديون الكراء والماء والكهرباء”.

وأعرب عن أسفه لأن “الأمور كانت تسير بشكل إيجابي مع السلطات المحلية في اتجاه إيجاد حلول تعوض ما ضاع منهم منذ شهور، لولا ظهور بؤرة وبائية كبيرة بمعامل الفراولة بدائرة لالة ميمونة في إقليم القنيطرة، التي قد تعصف بكل المجهودات التي باشرتها مختلف المؤسسات الإدارية والأمنية والمدنية على الصعيد الإقليمي قصد تنفيذ تدابير حالة الطوارئ الرامية إلى منع تفشي الوباء، خصوصا وأن العديد من العاملات في الوحدات الإنتاجية المذكورة ينحدرن من مدينة سيدي سليمان”، وفق تعبيره.

من جهته، قال عبد الحفيظ الجواني، وهو من ساكنة المدينة، إن “ظهور هذه البؤرة الوبائية الكبيرة سبب قلقا متزايدا لدى السكان، خصوصا وأن غالبيتهم اطمأنوا إلى خلو الإقليم من الفيروس، ما أدى إلى بروز بعض المظاهر السلبية بين المواطنين والمواطنات كالتخلص من الكمامات الواقية أو وضعها بطريقة عشوائية إما على مستوى العنق أو تعليقها بأذن واحدة، وكذا عدم احترام المسافة القانونية والتباعد الجسدي داخل المحلات التجارية، وشيوع التحية والسلام بالأيدي والعناق بين الأشخاص، وهو ما يشكل خطرا وتهديدا لصحة الفرد والمجتمع”.

وأضاف المتحدث ذاته أنه رغم “الحملات التحسيسية التي تقوم بها السلطات المحلية إلى جانب عناصر الأمن الوطني والقوات المساعدة وأعوان السلطة بمعية جمعيات المجتمع المدني، عبر مكبرات الصوت، في الشوارع والأزقة لتفريق تجمعات المواطنين، وحثهم على التباعد الاجتماعي ووضع الكمامات الواقية لحماية أنفسهم وغيرهم، إلا أن الوضع ما زال محفوفا بمخاطر دخول الوباء إلى الإقليم في أي لحظة إذا ما غاب الاحتياط والتقيد بهذه الإجراءات الاحترازية، وأيضا في انتظار ظهور تحاليل عاملات الفراولة المنحدرات من مدينة سيدي سليمان في الأيام القليلة المقبلة”.

hespress.com