نُظم بحر هذا الأسبوع، في مركز تدريب المصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية بتمارة، حفل تخرج المجندات للخدمة العسكرية (الفوج 37)، بعد استيفائهن لمرحلتي التدريب العسكري والتأهيل المهني.
وقد خضعت المجندات، البالغ عددهن 282 مجندة لتكوين أساسي مشترك خلال الأشهر الأربعة الأولى من فترة الخدمة العسكرية، فيما خُصصت المرحلة الثانية (8 أشهر) للتأهيل المهني في عدة تخصصات تأخذ بعين الاعتبار مؤهلات المجندات ومستوياتهن الدراسية.
وتمحورت مرحلة التكوين الأساسي حول الشق العسكري، بما في ذلك الحركات العسكرية وفنون القتال، التربية على المواطنة، التربية البدنية وغيرها، والتي تروم تعزيز القيم الأخلاقية، والانضباط لدى المجندات، وتعريفهن بنمط الحياة العسكرية.
أما الجانب المتعلق بالتأهيل المهني في شقيه النظري والتطبيقي، والذي هم، بالأساس، تخصصات المعلوميات، ومساعدة الأشخاص، والتجميل، والحلاقة، والخياطة العصرية، فكان هدفه اكتساب المجندات لمؤهلات جديدة تساعدهن على الاندماج في سوق الشغل.
وفي هذا الإطار، وبفضل الشراكة المبرمة بين القوات المسلحة الملكية والمكتب الوطني للتكوين المهني وإنعاش الشغل، تمت برمجة عدة زيارات ميدانية لوحدات التكوين التابعة للقوات المسلحة الملكية، وذلك من أجل تقديم الدعم التقني والمهني، وهكذا استفاد المجندون من برنامج تكويني متنوع يضم 60 تخصصا مكنهم من اكتساب مهارات وقدرات في عدة مجالات، وبالتالي تسهيل ولوجهم لسوق الشغل.
وفي نهاية مرحلة التأهيل المهني، نظمت لجنة مشتركة بين القوات المسلحة الملكية والمكتب الوطني للتكوين المهني وإنعاش الشغل اختبارا لتقييم المكتسبات وتحديد المجندات اللائي سينلن شهادة التخصص.
وفي كلمة موجهة للمجندات، خلال حفل التخرج الذي ترأسه قائد الحامية العسكرية للرباط – سلا، الجنرال عبد الله بوطالب، قال قائد مركز تدريب المصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية – تمارة، الكولونيل رشيد الشطاحي إنه ” تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، نصره الله وأيده، وبمناسبة انتهاء مدة الخدمة العسكرية للفوج السابع والثلاثين، يشرفني بصفتي قائدا لمركز التدريب ونيابة عن كل الضباط وضباط الصف والجنود الذين ساهموا في تأطيركن وتدريبكن وتكوينكن بأن أتوجه إليكن بالتهنئة والتنويه لما أبنتن عليه طيلة مقامكن ضمن القوات المسلحة الملكية من التزام وانضباط وسلوك حسن تعكسه النتائج الجيدة التي تحققت ومكنت من بلوغ الهدف الأسمى للخدمة العسكرية “.
وأضاف الكولونيل الشطاحي، في السياق ذاته، أنه ” وبعد أن استوفيتن بكل جدارة واستحقاق فترة تدريبكن العسكري وتأهيلكن المهني الذي مكنكن من اكتساب مهارات تطبيقية وكفاءات علمية ستساهم لا محالة في تسهيل اندماجكن في النسيج الاقتصادي والاجتماعي الوطني ودعم فرص نجاحكن لولوج سوق الشغل أو تحقيق مشاريع ذاتية للتشغيل، ها نحن اليوم نحتفل بتخرجكن وانتهاء مدة خدمتكن العسكرية والتحاقكن فيما بعد بذويكن وأهلكن وأنتن فخورات بأنفسكن وبانتمائكن لأسرة القوات المسلحة الملكية “.
وبعدما أشاد بالعزيمة والإرادة اللتين أبنّ عليها طيلة فترة التكوين، أهاب قائد مركز تدريب المصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية – تمارة بالمجندات أن تحافظن على ما اكتسبنه من القيم والمبادئ النبيلة للجندية، وأن يكن قدوة مشرفة للشباب المغربي المقبل على أداء واجبه الوطني، و” معتزات بانتمائهن لأسرة القوات المسلحة الملكية، محافظات على قوة هذا الرابط المقدس وعلى القيم العليا التي تشبعن بها، متشبتات على الدوام بشعارنا الخالد: الله الوطن الملك “.
من جانبهن، عبرت عدد من المجندات، في تصريح للصحافة، عن ارتياحهن لحسن سير التكوين العسكري والتأهيل المهني الذي أتاح لهن اكتساب معارف نظرية وتطبيقية جديدة، معربات عن أملهن في أن تسهم المكتسبات التي تلقينها خلال مرحلتي التكوين في اندماجهن في سوق الشغل أو في صفوف القوات المسلحة الملكية.
وفي هذا السياق، قالت المجندة شيماء مبروك، التلميذة الضابطة بالفوج 37 للخدمة العسكرية بمركز تدريب المصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية – تمارة، إن مرحلة التدريب بالخدمة العسكرية ” كانت متميزة وغنية بالمعارف والمهارات الجديدة “.
وأكدت المجندة، التي أمضت مرحلة التأهيل المهني في تخصص المعلوميات، أن هذه التجربة من شأنها أن تفتح لها آفاقا جديدة في سوق الشغل أو عبر الانضمام للقوات المسلحة الملكية.
من جهتها، أعربت المجندة شباعي نادية، التلميذة ضابطة الصف، عن اعتزازها بالانتماء لأسرة القوات المسلحة الملكية، مشيدة بجودة التأطير والتكوين الذي ساعدها على تجاوز بعض المخاوف المرتبطة بخوض هذه التجربة الجديدة.
وأشارت المجندة، التي اختارت تلقي تكوين خاص في مجال مساعدة الأشخاص، إلى أن المرحلة الأولى من التكوين ساعدتها على اكتساب قواعد الانضباط العسكري من قبيل الالتزام بالوقت واحترام التراتبية، ممارسة الرياضة والتأقلم داخل المجموعة، في حين سيتيح لها الحصول على الشهادة التأهيلية آفاقا جديدة في سوق الشغل.
كما دعت المجندة الشباب إلى اغتنام فرصة الخدمة العسكرية من أجل بناء المهارات الذاتية وتلقي تكوين ذي جودة، والإسهام في تنمية المجتمع ككل.
وتميز هذا الحفل بتسليم شهادات التأهيل المهني للمجندات، ضمن تخصصات المعلوميات، ومساعدة الأشخاص، والتجميل، والحلاقة، والخياطة العصرية، والمساعدة المدرسية.
وفي ختام حفل تخرج الفوج 37 للمجندات للخدمة العسكرية بمركز تدريب المصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية – تمارة، قدمت المجندات استعراضا عسكريا داخل مركز التدريب.