قل التزاحم أمام محال بيع الأزياء التقليدية بفاس عكس ما كان عليه الحال قبل الجائحة عند هذه الفترة من كل شهر رمضان، إذ كان سكان المدينة الذين يعتبرون اللباس التقليدي جزءا من ثقافتهم يقبلون بكثافة على هذه الأزياء خلال الأيام العشرة الأواخر من هذا الشهر الكريم، استعدادا لاستقبال عيد الفطر السعيد.

ويظهر أن أسواق ومتاجر الأزياء التقليدية، حيث يقبل أهل مدينة فاس عادة، في مثل هذه المناسبات، على اقتناء الجلباب و”الجبادور” و”الكندورة” و”البلغة” و”الشربيل”، تواجه ركودا لم يسبق له مثيل بعد رمضان ثان، على التوالي، في زمن الجائحة.

تقول شيماء بخاري، مصممة وتاجرة أزياء تقليدية بحي السعادة بمدينة فاس، متحدثة لهسبريس، إنه رغم تسجيل ارتفاع طفيف في الإقبال على الزي التقليدي، خصوصا “الكندورة” والجلباب، مقارنة برمضان الماضي الذي تزامن مع بدء تفشي الجائحة، فإن رواج الألبسة التقليدية لم يرق إلى المستوى الذي كان عليه قبل ظهور الوباء.

أما كريمة مرياف، صاحبة محل للخياطة بطريق إيموزار، فأكدت بدورها التراجع الكبير للإقبال على الزي التقليدي مقارنة بزمن ما قبل ظهور الوباء، مشيرة، في لقائها مع الجريدة، إلى أن ظروف الجائحة لم تمنع عددا من النساء من الطبقة المتوسطة من اقتناء جلباب العيد.

وأوضحت المتحدثة ذاتها أن هذا الوضع دفع الكثير من حرفيي الخياطة وعمال “البرشمان” إلى التخلي عن حرفتهم والتوجه إلى مهن أخرى، مثل بيع الخضر والفواكه بالتقسيط أو مزاولة النقل عبر الدراجات ثلاثية العجلات، مبرزة أن المهنيين، رغم هذه الظروف، يأملون في انتعاشة هذا القطاع بعد القضاء على الوباء.

من جانبه، قال عبد السلام المتوكل، الذي يعمل خياطا تقليديا منذ أزيد من 25 عاماً في ورشة صغيرة في المدينة العتيقة بفاس، إنه قبل مرحلة كورونا، وعكس ما هو عليه الحال الآن، كان الحرفيون، خلال هذه الفترة من رمضان، بالكاد يتمكنون من الاستجابة لطلبيات زبائنهم في الوقت المحدد؛ نظرا لكثرة الطلب.

وأضاف عبد السلام، في حديثه مع هسبريس، أن شبح الكساد الذي يخيم على قطاع الملابس التقليدية بمدينة فاس انعكس سلبا بالدرجة الأولى على أوضاع الصناع التقليديين البسطاء، مبرزا أن الكثير منهم فقدوا عملهم بعد أن أغلقت عدد من ورشات الخياطة التقليدية أبوابها جراء تداعيات هذه الجائحة.

هذا، وطالب حرفيو وتجار الملابس التقليدية الجهات المعنية بتخصيص دعم مناسب لهذا القطاع الذي يعد واحدا من ركائز الصناعة التقليدية بمدينة فاس، وذلك حفاظا عليه من الانهيار.

hespress.com