مازال سؤال التأثير والتأثر يلقي بظلاله على اشتغالات كثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فأمام انسحاب نخب تقليدية من المشهد العام افتراضيا كان أم واقعيا، برزت ظواهر تواصلية عديدة على “السوشل ميديا”، تمكنت من احتلال مكان ضمن متابعات المغاربة.

وأمام التحولات الكبيرة التي تطبع سلوكات المغاربة، يطرح سؤال التأثير الذي خلفته “السوشل ميديا” في طباعهم، ومدى قدرة قنوات ومنصات شخصية على بث تغيرات جماعية.

تأثير لا مؤثرون

مروان حرماس، مستشار في التواصل الرقمي، أورد أن التأثير ليس ظاهرة بل جزء من المشهد العام فقط، معتبرا أن استعمالات الكلمة مبهمة جدا، ولكن عموما ترتبط بالقدرة على توجيه الرأي العام بالأفكار أو الأفعال.

ويعتقد حرماس، في تصريح لجريدة هسبريس، أن ظاهرة التأثير قائمة لكن كلمة المؤثرين عليها سؤال كبير، وزاد: “هناك أنواع كثيرة من المشتغلين ضمن حقل ‘السوشل ميديا’، خصوصا على مستوى صناعة المحتوى”.

واعتبر المتحدث أن أول الفروق هي التخصص، بين السياسي والاقتصادي والترفيهي والفني وغير ذلك، مؤكدا أن اعتماد “السوشل ميديا” مصدرا للرزق يغير كذلك الأجندات، والأمر يختلف تماما عند من يعتبرها تسلية فقط.

وأشار حرماس إلى أن النقطة المهمة التي رصدت في الآونة الأخيرة هي التأثير المؤسساتي، ويعاين كثيرا في دراسة حالة “ظاهرة الموريش”، وهي كيان هلامي على مواقع التواصل الاجتماعي له أجندة وطنية وتمكن من تصدر الساحة.

ولا يتعلق الأمر بتأثير فردي وفق حرماس، بل تشتغل هذه الصفحات على وجهة نظر، وتطرح أفكارها داخل “هاشتاغ”، وآخر حملاتها هي رفض تصريح وزير الثقافة بكون الكسكس تراثا مشتركا لكل شمال إفريقيا.

السيء والجيد

فرح أشباب، مشتغلة في “السوشل ميديا”، أوردت أن التأثير أنواع، منه الماكرو والميكرو، السيء والجيد، كما يختلف على مستوى منصات التواصل (فايسبوك–أنستغرام–تويتر).

وأشارت أشباب، في تصريح لجريدة هسبريس، إلى أن “فايسبوك يحتضن نقاشات مهمة بعضها أحيانا يصل إلى البرلمان ومناقشة التشريع”، مستدركة: “لكن أحيانا أخرى تطغى ظواهر استهلاكية، تستغل الإقبال المضمر لدى الناس”.

وبالنسبة للمتحدثة فبعض المشتغلين في هذا المجال يضعون لنفسهم خطا تحريريا مشابها لما تضعه المؤسسات الصحافية، ويودون تقديم رسائل وأفكار للمجتمع المغربي.

وتطرح أشباب أفكارا إيجابية عديدة، مثل التطوع والقوافل الاجتماعية وتوزيع الكتب، مؤكدة وجود الكثير ممن يشتغلون بحب للوطن وروح مبادرة عالية.

hespress.com