لم يمنع الصيام والحرارة المفرطة المئات من الأساتذة المتعاقدينَ، المنتمين إلى ثلاث مديريات تعليمية: الفقيه بن صالح وبني ملال وخريبكة، بجهة بني ملال خنيفرة، من تنظيم مسيرة حاشدة، السبت، بالفقيه بن صالح، تخليدا للذكرى الثانية لرحيل عبد الله حجيلي، “شهيد المدرسة العمومية”، وللمطالبة بإسقاطِ نظام التعاقد، والإدماج في الوظيفة العمومية.

ورفع الأساتذة المحتجون خلال شكلهم الاحتجاجي الذي انطلق من ساحة بالقرب من المركب الثقافي للمدينة، عبر شارع الحسن الثاني، لينتهي أمام بناية عمالة الفقيه بن صالح، يافطات تطالب بـ”احترام كرامة الأستاذ ووقف مختلف أشكال التنكيل والإهانة والمتابعات المفبركة في حق عدد من الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد”.

وحمّل المحتجون “المخزن” المسؤولية عن وفاة حجيلي، أب إحدى الأستاذات المتعاقدات الذي قضى جراء إصاباته في إحدى التظاهرات بالرباط سنة 2019، مطالبين الدولة ومن خلالها وزارة التربية الوطنية بتحمل مسؤوليتها عما ستؤول إليه الأوضاع، ومنددين بنظام التعاقد الذي “أسهم في تفقير آلاف الأساتذة وهدم التعليم العمومي”.

وعبرت التنسيقية ذاتها، في كلمة لها، عن امتعاضها الشديد من “المماطلة في طي ملف الأساتذة”، مشيرة إلى أنه “بدل أن تقوم الحكومة بحل الملف بأكمله، تتوارى خلف إجابات غير صريحة”، ولافتة الانتباه إلى أن “كل أشكال التنكيل والتضييق والاعتقالات والمحاكمات تدل على أن مطلب المتعاقدين حق مشروع وعادل”.

وأضافت التنسيقية أن “اختيار الوزارة المعنية سياسة الهروب ومماطلتها في اتخاذ مبادرات جادة ومعقولة لحلحلة الوضع من شأنه أن يزيد من تأزيمه، ومن أشكال الاحتجاج والمعارك النضالية التي تبقى الغاية منها ضمان حق كرامة الأستاذ المتعاقد والشغيلة التعليمية ككل”.

وأكدت الجهة ذاتها أن “هذا الجيل الجديد من الأساتذة جاء ليعيد القيمة الاعتبارية والرمزية للأستاذ، الذي أُريد له في هذا الوطن القمع والتشريد والتنكيل والإهانة والأحكام الملفقة”، مضيفة أنها “ماضية بلا هوادة في تحصين المدرسة العمومية ومجانية التعليم، وإسقاط التعاقد والدفاع عن الحق في الشغل، كما يضمنه الدستور المغربي والمواثيق الدولية”.

وفي تصريح لهسبريس قال رشيد الحسناوي، أستاذ متعاقد، إن هذا الشكل الاحتجاجي يأتي تنفيذا للبرنامج الوطني لتنسيقية الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد الداعي إلى إضراب وطني أيام 22 -23-24 -26 أبريل الجاري، وإلى أشكال احتجاجية على مستوى الجهات، تخليدا للذكرى الثانية لوفاة عبد الله حجيلي”.

وأضاف الأستاذ ذاته أن “المسيرة جاءت لتعبر عن موقف التنسيق الثلاثي بالمديريات الثلاث، الرافض لمخطط التعاقد الذي يضرب مجانية التعليم ويزحف على حقوق الشغيلة التعليمية”، مشيرا إلى أنها “رسالة للدولة ومن خلالها الوزارة المعنية لتتحمل مسؤوليتها في هدر الزمن التربوي، جراء رفضها النزول إلى طاولة الحوار مع الأساتذة الذين هم، في النهاية، من مكونات هذا المجتمع المدافعة عن مكتسباته وعن مجانية التعليم التي تهم كل الشعب المغربي”.

يشار إلى أن المسيرة انطلقتْ وسط تعزيزات أمنية غير مشددة، ورفعَتْ فيها شعاراتٍ تراوحتْ بينَ المطالبة بإلغاء نظام التعاقد والإدماج الفوري في أسلاك الوظيفة العمومية، والتأكيد على أن “الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد مُصرون على البقاء على خط الشهيد حجيلي إلى أن تستجيب الحكومة لملفهم المطلبي”.

hespress.com