تعرف مدينة المحمدية حركة مخالفة لما اعتادت عليه طوال الأشهر الثلاثة الماضية؛ إذ فتحت المقاهي أبوابها واستقبلت زبائنها، وعرفت الشوارع زوارا جددا، وشهدت شواطئها توافدا بشريا بعد طول غياب.

وبمجرد جولة سريعة بالمدينة، يتبين الاختلاف بين شبه الجمود الذي كانت تعيشه خلال أيام الحجر الصحي، وما تشهده الآن من حركية ورواج.

تقول إحدى المواطنات التقت بها هسبريس بشاطئ المحمدية: “أول ما قمت به اليوم هو زيارة البحر، هو أكثر شيء اشتقت إليه طوال الشهور الماضية”.

ويقول محمد، بائع كرات بشاطئ المحمدية: “الحمد لله نعود اليوم لاستئناف نشاطنا، فعلى الرغم من أنه لا يوجد رواج كبير مثل ما تشهده أيام الصيف خلال السنوات الفارطة، إلا أنني راض بهذا النزر القليل بعد انقطاع طويل”.

ومن بين القطاعات التي شهدت استئنافا بعد توقف دام ثلاثة أشهر، الحمامات الشعبية، على الرغم من أن الارتباك ما يزال يطغى على تعامل المستخدمين مع زبنائهم.

خديجة، مستخدمة بإحدى الحمامات الشعبية، عبرت عن فرحتها باستئناف عملها، وقالت: “لم تأت سوى زبونتين فقط طوال صباح اليوم… يبدو أن الزبائن ما يزالون متخوفين من الوباء”.

وأضافت: “ننتظر زيارة لجنة المراقبة من أجل إخبارنا بشأن الإجراءات التي سنقوم بتطبيقها، وكل ما أعرفه أننا لن نستقبل أكثر من عشر زبونات، تطبيقا لإجراء التقليص من عدد الزبائن”، موردة: “نتوقع زبائن أكثر مع حلول المساء، وأيضا عند نهاية الأسبوع”.

وفتحت غالبية المحلات التجارية أبوابها منتظرة توافد زبنائها للتخفيف من وقع الركوض الاقتصادي الذي شهدته طيلة الشهور الأخيرة.

وقالت مواطنة: “على الرغم من أن اليوم هو أول أيام الحجر الصحي إلا أنني لم أتبين الفرق ما بين هذا اليوم والأيام السابقة، خاصة في الأحياء الشعبية التي كانت تشهد رواجا رغم فرض الحجر”.

وتابعت: “لعل الفرق ما بين اليوم والوقت السابق هو أن المواطنين سيتجولون في راحة دون الخوف من أن يعاقبوا أو يوجه إليهم أي اتهام من قبل الأمن”.

وعلى الرغم من رفع الحجر الصحي على معظم المدن والأقاليم المغربية التي باتت تنتمي لـ”المنطقة 1″، إلا أنه لا بد من الحافظ على العادات الحسنة التي سادت طيلة الشهور الماضية، والتي يجب أن تصبح تقليدا ومن الالتزامات اليومية للجميع، من قبيل الحفاظ على مسافة الأمان وغسل اليدين باستمرار وارتداء الكمامات.

hespress.com