في قالب يمزج بين المواقف الدرامية والكوميدية، ينقل المسلسل الأمازيغي “علي بابا”، للمخرج مصطفى أشاور، واقع القرية الأمازيغية من خلال سيناريو تراثي يبرز غنى الطبيعة والتراث المغربي.
تدور أحداث المسلسل الأمازيغي، المستوحى من شخصية “علي بابا” الأسطورية، حول قصة رجل بسيط في علاقته بمحيطه العائلي والمجتمعي، يكتشف من خلالها المشاهد المغربي غنى الطبيعة والتراث المغربي.
وقالت الجهة المنتجة للعمل إنّها “حرصت على تغليف الحكاية برداء الخضرة والأشجار لإبراز غنى الطبيعة التّي تتميز بها منطقتا إيجوكاك وتلات نيعقوب، التابعتان لجهة مراكش”.
وأضافت أنّ المسلسل الأمازيغي الذي يبث على قناة الأمازيغية، أضفى لمسة جديدة على شخصية “علي بابا” الأسطورية، وذلك من خلال إقحام مشاهد العصابة قطاع الطرق التي تصاحب قصة علي بابا قديما لكن بلمسة شبابية، من خلال الوجوه الفنية المشاركة في العمل.
في مقابل ذلك، اعتبر متتبعون للشأن الفنّي الأمازيغي أن المسلسل عبارة عن ترجمة حرفية لمسلسل “علي بابا والأربعين حرامي”، موردين أنّ “الفكرة ليست سوى إعادة إنتاج أعمال سبق الاشتغال عليها بلغات عالمية، ولا وجود لأي اجتهاد في المضمون، باستثناء تقنيات التصوير والملابس والديكور”.
وقال الفنان الأمازيغي رشيد أسلال ساخرا: “العمل يحمل بين طياته مجهودا جبارا في انتقاء أنواع السب والشتم، بحيث يمكن للباحثين الشباب التعرف على كمية كبيرة من التنابز بالألقاب التي كان أجدادنا يستعملونها، ويحق لنا الافتخار بهذا الكم الهائل من المجاز اللغوي في السب والقذف”.
وأضاف أنّ هذا العمل الأمازيغي “يجمع نماذج عائلات أمازيغية محافظة على الكراهية بين أفرادها؛ بحيث نكتشف تفننا رائعا في الحوار القدحي بين الزوج وزوجته وبين الأب وابنه وبين الكل والكل، ويبقى الكلام الجميل وكلمة صباح الخير نسمعها فقط في منزل أمغار مع ابنته، وهذا في حدّ ذاته تجسيد بأن أجدادنا كانوا فقراء حقيرين، وهذا إنجاز عظيم كشف عنه المسلسل”.
وأردف أسلال قائلا: “الحقيقة التاريخية التي يحملها المسلسل أنه يحق لنا الافتخار باحتلالنا المراتب الأولى في البشاعة، واليوم نبرر للعالم أننا شحيحون بخلاء فعلا ويحق لنا الافتخار بذلك، وما نتفاخر به في السوشل ميديا من موائد مملوءة بأركان وتامنت وأملو مجرد خرافة، والحقيقة التي أبرزها المسلسل هي أننا شعب صبور يعيش بالزيت والخبز والكسكس، وتحدينا الحياة بشح كبير، وهذا سبب عدم انقراضنا”.
تعقيبا على ذلك، قال مصطفى أشاور، مخرج المسلسل الأمازيغي، إن “المسلسل لاقى إقبالا كبيرا، والجمهور له شغف بهذه الحكايات الأسطورية”، مبرزا أن قصة المسلسل مستوحاة من شخصية علي بابا، لكن يعالج في جوهره العديد من القضايا ويسلط الضوء على مشاكل الدوّارْ والقرية وصعوبة الحصول على الماء ودور الفقيه، وبالتالي هذه مشاكل حقيقية مازلنا نعيشها اليوم في عصر الرقمنة”.
وأضاف أشاور في حديث لهسبريس، قائلا: “السينما العالمية والمنصات الرقمية للمشاهدة مازالت متشبثة بهذه الشخصيات الأسطورية، كما هو الشأن بالنسبة لحكاية علاء الدين والمصباح السحري التي تمّ عرضها في أزمنة وأمكنة مختلفة ومازالت القصة تغري المخرجين لمعالجتها في عصر الرقمنة”.
وشارك في هذا العمل الرمضاني، الذي أخرجه مصطفى أشاور، ثلة من الفنانين الذين بصموا على حضور متميز في المشهد الفني الأمازيغي، من بينهم الحسين باردواز، وعبد اللطيف عاطيف، واحمد نتما، وأحمد عوينتي، ولحسن شاوشاو، ومصطفى الصغير، ولحسن جكار، ومحمد قيمرون، وعبد الرحمان اكزوم، ومصطفى ابايريك، إلى جانب العديد من الوجوه النسائية التي بصمت بقوة الدراما المغربية كالفنانة خديجة سكارين، والفنانة نورة الولتيتي، والزاهية وأمينة أشاوي.