تفاجأ عدد من هواة تسلق جبل “توبقال” بالأطلس الكبير بإجراءات جديدة تفرض عليهم أداء “تسعيرة” خاصة بالمرشد السياحي (المرافق) ونفقات أخرى متعلقة بالتزحلق والتسلق، وهي إجراءات تم إقرارها مؤخراً وأثارت الكثير من الجدل وسط هواة تسلق الجبال، بينما يشير المرشدون المحليون إلى أنّ “هذه التدابير ليست وليدة اليوم”.

600 درهم.. تزحلق وتسلق

إذا كنت من هواة تسلق الجبال وأردت الذهاب إلى جبل “توبقال” (أعلى قمة في المغرب)، فعليك أولا أن تطلع على عدد من الإجراءات التي تم فرضها مؤخرا، حيث تقرّر وجوب حجز للمرشدين المعتمدين قبل يوم واحد من انطلاق الرحلة، مع إعطاء الأولية للمرشدين المعتمدين حسب لائحة الأدوار، والإقرار بألا يتجاوز المرافق المحلي مرافقة 6 أشخاص.

لكن ما أثار غضب هواة تسلق الجبال هي النقطة المتعلقة بتحديد ثمن الإرشاد الجبلي في 400 درهم لليوم، مع وجوب مرشد معتمد لكل مجموعة من 6 أشخاص. كما تم تحديد رحلة ثمن مرشد التزحلق والتسلق في 600 درهم لليوم، وثمن رحلة شمهروش في 300 درهم، مع تحديد غرامة مالية 1000 درهم لكل مخالف للشروط المتفق عليها.

وفور نشر هذه المعطيات الجديدة، انتشرت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي لمقاطعة “جبل توبقال”، بينما أعرب المرشدون السياحيون المحليون عن تفهمهم للغط الكبير الذي صاحب الإعلان الأخير عن التدابير الجديدة.

وكتب سائح مغربي: “الأسبوع الماضي كنت مْعوّلْ نْدير توبقال ونظراً لقرارات المنع دْيالْ التنقل الليلي وصلت السبت متأخر وكنت بوحْدي تفاجأت بمرشد كايْطلبْ 800 درهم اضطريتْ نْرجع حيت حاولت نتفاهم معاه باش يخليني ندوز أنا والمرشد اللي كانعرفو مزيان، ورافقني 3 مرات ولكن مابغاش، قاليا عطيني وسيرو حيت النوبة ديالي دبا”.

وقال أحد هواة تسلق الجبال: “المأوى اللي كاين في المنتزه، على حسب الفيديوات والمنشورات ديال المغامرين، يفتقر لأبسط شروط الراحة، واللي من بينها التدفئة. الطريق ما مقاداش، وماكايناش تنمية مستدامة للناس اللي عايشة في الدواوير والمداشر منذ آلاف السنين، كايحرثو ويرعاو ومتحملين قساوة العيش في دوك الظروف القاسية”.

وأضاف: “الحل ماشي هو السبان والتجدر والدعوة للمقاطعة، الحل هو النهوض بالسياحة الجبلية والسياحة التضامنية، والتنمية المجالية”.

المرشد ضروري

جريدة هسبريس تواصلت مع أحد المرشدين السياحيين في إمليل الذي قال إن “الغرامة المالية التي تم فرضها مؤخرا لا تخص زبناء وزوار جبل توبقال، ولكنها مفروضة على المرشدين العشوائيين الذين لا يحترمون بنود القرار”، مؤكدا أن “هذه البنود يتم العمل بها منذ حادث إمليل الإرهابي الذي راحت ضحيته سائحتان أوروبيتان، وقد تم تشديد شروط التخييم منذ ذلك الحين”.

وبشأن أداء 400 درهم للمرشد المحلي، رد المصدر ذاته بأن “400 درهم هي الطريفة المقترحة لزوار متنزه توبقال بشرط العدد ميكونش فايت 6 د الأشخاص، و400 درهم كتقسم على 6 ماشي كل واحد 400 درهم”.

العشوائية

من جانبه، قال بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحماية المستهلك، إن الأمر يتعلق بـ”قطاع غير مهيكل وغارق في العشوائية”، مبرزا أن “المواطن المغربي لما يريد أن يشغل بلده ويشجع السياحة الداخلية، يجد مافيا تتحكم في جميع القطاعات وتفرض أثمنة خيالية على المواطنين”.

وأوضح الخراطي في تصريح لهسبريس أن “غياب الوزارة واهتمامها بالسائح الأجنبي أكثر من السائح الوطني، أدى إلى حدوث مثل هذه التجاوزات”، داعيا إلى “تشجيع السياحة الداخلية لأن الدائم هو السائح المغربي”، و”إعادة النظر في التدابير المتخذة على مستوى توبقال”.

hespress.com