خسائر بالجملة خلّفتها التساقطات المطرية الأخيرة بالبلاد، ليس بالهوامش هذه المرة، بل تعلق الأمر بساحة مولاي الحسن المشتهرة باسم “بلاص بيتري”، إحدى أشهر فضاءات العاصمة الرباط، التي تسببت إصلاحاتها الأخيرة في تراكم أوساخ وأتربة، خربت جمالية الفضاء المفتوح نحو السماء سابقا.
وإضافة إلى انتقادات تسقيف أفق الساحة بألواح حديدية ضخمة، تركت الشركة المكلفة بإعداد المشروع جوانبها غير نظيفة ومليئة ببقايا أدوات البناء (إسمنت – خيوط كهربائية – حديد)؛ وهو جعل المواطنين يفرون نحو وجهات أخرى للاستراحة.
ووفق ما تتم معاينته أثناء المرور من الساحة، تخترق أعمدة اللوائح الحديدية مساحات كبيرة من الفضاء؛ ما يشوه المنظر ويحرم الأطفال من اللعب، كما تسبب في إغلاق ثلاث من المقاهي المعروفة بشكل نهائي، لتبقى مقهى وحيدة فقط.
ويفد، يوميا، على ساحة “بلاص بيتري” مئات المواطنين لاحتساء فنجان قهوة أو تناول وجبة في مقاهيها الأنيقة. وخلال ليالي شهر رمضان تتحول هذه الساحة الشهيرة، بقلب العاصمة الرباط وعلى طول مساحتها، إلى فضاء يعج بالناس، حيث تُرصّ الكراسي والموائد في الساحة المفتوحة على السماء.
وكلّف الشطر الأول من المشروع، الذي تشرف عليه شركة الرباط الجهة التهيئة، أزيد من ثلاثة مليارات و800 مليون سنتيم (38.375.472.00)، ويتعلق هذا الشطر بإنشاء غطاء “Création d’une canopée”، وفق ما هو مبيّن في جدول النتيجة النهائية لطلب العروض المفتوح للصفقة.
المهدي بنسعيد، عضو مجلس مدينة الرباط من صف المعارضة، أورد أن المسؤولية يتحملها كاملة رئيس المجلس الجماعي لمدينة الرباط والأغلبية، بالنظر إلى عضويتهم في “الرباط الجهة التهيئة”، المؤسسة المنظمة للمشروع، نافيا أن تكون المعارضة على علم بتفاصيل التجديد الجاري.
وأضاف بنسعيد أنه لم يتم إخبار المعارضة، ولا إدراج النقطة من أجل التداول ضمن جلسات المجلس، مقرا بتضييع الأغلبية الحالية لكثير من الفرص لتجويد العروض المقدمة لسكان الرباط، ومتأسفا لواقع حال الفضاء الذي يشكل متنفسا للاستراحة.
وأورد المستشار الجماعي عن حزب الأصالة والمعاصرة أن المعارضة تعد حصيلة للإخفاقات التي راكمتها الأغلبية خلال الخمس سنوات الماضية، معتبرا أن فضاء “بلاص بيتري” ليس سوى شجرة تخفي غابة مشاريع كثيرة فشل رئيس المجلس الجماعي للعاصمة الإدارية للمملكة في تدبيرها.
وأكمل بنسعيد تصريحه قائلا: “العمدة لا يكلف نفسه عناء التواصل مع المعارضة، ويكتفي بقبول وجهة النظر دون أخذها بعين الاعتبار أو من أجل التداول البناء، وهذا ما يكرس نظرة غياب جدوى المجالس المنتخبة، لدى عموم المواطنين”.