جدد بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة الإسبانية، أمس الخميس، تأكيده على أن المغرب “شريك استراتيجي”؛ لكنه رفض الكشف عن تحركات مدريد لإنهاء هذا التوتر، في ظل الحديث عن وجود مفاوضات سرية بين البلدين.
وطالب سانشيز، في مؤتمر صحافي، بـ”التكتم” حتى لا يتم الكشف عن الخطوات التي تتخذها الحكومة لإعادة بناء العلاقات الثنائية، بعد الأزمة غير مسبوقة التي اندلعت في شهر ماي الماضي ودفعت المغرب إلى استدعاء سفيرة المملكة بإسبانيا للتشاور ولم تعد إلى منصبها إلى حدود اليوم.
وكانت صحيفة “الباييس” الإسبانية، نسبة إلى مصادر دبلوماسية، كشفت أنه تجري مفاوضات مكثفة بشكل غير علني مباشرة بين ممثلي المغرب وإسبانيا عبر وساطات أوروبية؛ وعلى رأسها جوزيف بوريل، ممثل السياسة الخارجية الأوروبية، ومسؤولون آخرون من المفوضية الأوروبية.
مصادر جريدة هسبريس الإلكترونية من وزارة الخارجية المغربية لم تؤكد ولم تنف صحة وجود مفاوضات غير مباشرة بين البلدين؛ وهو ما يعني أن مسألة “التكتم” قد تكون متوافقة بين الرباط ومدريد لإبقاء التفاوض بعيدا عن تسريبات وسائل الإعلام أو إلى حين الاتفاق حول أبرز النقاط الخلافية، ومن ضمنها المواقف العدائية للجارة الشمالية من ملف الصحراء المغربية.
ويعكف وزير الخارجية الإسباني الجديد، منذ تعيينه في هذا المنصب، على إعادة تشكيل العلاقات الثنائية مع المغرب؛ فقد أكدت مصادر إسبانية أن هذا الملف هو إحدى المهام الرئيسية التي يسارع إلى حلها في أسرع وقت ممكن، غير أنه من غير المتوقع أن تغير إسبانيا موقفها من نزاع الصحراء وقد تختار نهج الحياد في الملف بعدما عبر المغرب عن انزعاجه من تحركات إسبانيا بعد الاعتراف الأمريكي، وهي المحاولات التي وصلت إلى حد إقناع بلدان أوروبية بتشكيل موقف موحد ضد قرار واشنطن.
ووصف وزير الخارجية الإسباني الجديد، خلال حفل تسليم السلط خلفا لأرانشا غونزاليس لايا، المغرب بـ”الصديق الكبير”، وشدد على ضرورة “العمل مع شركاء وأصدقاء إسبانيا وتعزيز علاقاتها، خاصة مع المغرب”.
من جهة ثانية، أوضح القضاء الإسباني، اليوم الخميس، أن هناك تقادما في الشكايات التي رفعت ضد إبراهيم غالي، زعيم “البوليساريو”، مشيرا إلى أنه “ليست هناك أدلة على الجرائم التي اتهم بارتكابها”.
وكان سانتياغو بيدراس، قاضي المحكمة الوطنية الإسبانية، استدعى، الثلاثاء، الشاهدين الرئيسين على ممارسات التعذيب التي نهجها زعيم جبهة “البوليساريو” إزاء محتجزي مخيمات تندوف من أجل استجوابهما بخصوص المعلومات التي يتوفران عليها.
وكشف الناشط أحمد الطروزي، وهو شاهد على التعذيب الذي ارتكبته مليشيات “البوليساريو” في مخيمات تندوف بالجزائر، خلال شهادة أدلى بها الثلاثاء أمام قاضي الجلسة الوطنية، أن إبراهيم غالي هو الشخص الذي أصدر الأوامر بالتعذيب وأحيانا كان يحضر جلسات التعذيب.
وأوضحت مصادر إسبانية أن أحمد الطروزي، الناشط الذي تعرض للاختطاف والتعذيب على يد جبهة “البوليساريو” لمدة 11 عاما، قال للقاضي، ضمن إفادته، إن إحدى عمليات التعذيب تمثلت في نزع أظافر وأسنان السجناء.
The post المغرب وإسبانيا يتكتمان بشأن "مفاوضات سرية" لإنهاء الأزمة بين البلدين appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.