أكدت الحكومة الإسبانية أن العلاقات مع المغرب لا تزال “وثيقة للغاية”، وأن الاتصالات بين البلدين مستمرة؛ على الرغم من عدم تحديد موعد للاجتماع رفيع المستوى، الذي تأجل مرات عديدة بسبب الوضعية الوبائية المتفاقمة.

وكانت تأويلات فسرت تأجيل القمة المشتركة بين المغرب وإسبانيا بسبب نشوب أزمة دبلوماسية بين الرباط ومدريد مردها ملفات عديدة؛ أبرزها الهجرة، وقضية الصحراء، وتصريحات بعض الوزراء الإسبان المحسوبين على حزب “بوديموس” الموالي لجبهة “البوليساريو”.

وأكدت مصادر دبلوماسية إسبانية أن الاستعدادات للقمة رفيعة المستوى “مستمرة؛ لكن الظروف الحالية لا تسمح بعقدها في الوقت الحالي، ويرجع ذلك أساسا إلى الوضع الصحي بسبب COVID-19 وشهر رمضان في المغرب”.

وكشفت وكالة “أوروبا برس” أن التحضيرات لعقد القمة المشتركة قد انطلقت بالفعل بين المسؤولين الإسبان ونظرائهم المغاربة، بدءا بالاتصالات التي أجرتها وزيرة الخارجية الإسبانية مع نظيرها المغربي قبل أيام، ثم برمجة اتصالات عديدة على المستوى الوزاري خلال الأسابيع المقبلة.

وستجري وزيرة الصناعة والتجارة والسياحة الإسبانية اتصالات مع نظيرها المغربي وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي، وكذلك اتصالا يرتقب الأربعاء المقبل بين وزير النقل الإسباني ونظيره المغربي.

وخلال يومي 28 و29 أبريل الجاري، تورد المصادر ذاتها، ستجري كل من وزيرة التعليم الإسبانية ووزيرة التحول البيئي اتصالات مع الجانب المغربي، في سياق التحضير للقمة المشتركة.

وتتضمن الجدولة الزمنية للاتصالات لقاء هاتفي بين وزير الفلاحة الإسباني ونظيره المغربي يوم الخامس من شهر ماي المقبل، ثم اتصالا يرتقب أن يجمع في موعد لاحق وزير الثقافة الإسباني مع نظيره المغربي ورئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف.

واعتبرت مصادر إسبانية أن كل هذه الاتصالات تدل بشكل واضح على أن العلاقة بين الرباط ومدريد “وثيقة ومستمرة، وأنه لا يوجد أي عامل موضوعي أو أي شيء ملموس يمنع عقد القمة الثنائية بعد تحسن الوضع الوبائي”.

ويأتي انطلاق التحضير لعقد القمة المشتركة تزامنا مع مغادرة بابلو إغليسياس، زعيم حزب “بوديموس” النائب الثاني لرئيس الحكومة الإسبانية، منصبه الحكومي بغرض الترشح في الانتخابات الجهوية لرئاسة جهة مدريد.

ويعتبر إغليسياس وحزبه من الداعمين لجبهة “البوليساريو” الانفصالية. ويرجح أن يكون هو السبب في تأجيل الاجتماع رفيع المستوى بين إسبانيا والمغرب الذي كان مقررا في دجنبر من السنة الماضية، بدعوى الوضعية الوبائية.

وكان مصدر دبلوماسي مغربي أكد، في تصريح سابق لهسبريس، أن الوضعية الوبائية الحالية “لا توفر شروط انعقاد قمة رفيعة مع شريك من حجم إسبانيا”، مشيرا إلى أن “العلاقة مع الجارة الشمالية تستحق اجتماعا عالي المستوى؛ وهو أمر لا يمكن القيام به في ظل الوضع الوبائي الحالي”.

hespress.com