جدد رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، رفضه استقبال إسبانيا زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، إبراهيم غالي.

وقال العثماني، خلال جلسة الأسئلة الشهرية في البرلمان: “نأسف لاستقبال الجارة إسبانيا رئيس جبهة الانفصاليين بهوية مزورة، وهو عمل يتنافى مع روح الشراكة وحسن الجوار”.

وأضاف رئيس الحكومة أن المغرب “سيستخلص من هذا العمل الاستنتاجات المناسبة”، معتبراً أن هذه الواقعة “دليل إضافي على تهافت الجمهورية الوهمية وتهافت كل من يدافع عنها”.

وفي ظل الرفض المغربي الواسع للتصرف الإسباني، أكد محمد بنطلحة الدكالي، أستاذ علم السياسة بجامعة القاضي عياض بمراكش، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن العنوان الأبرز للأزمة الحالية بين البلدين هو أن على “إسبانيا وشعوبها أن تُدرك أن الوحدة الترابية للمملكة المغربية خط أحمر”.

وأشار الدكالي إلى إنه “يجب على إسبانيا أن تدرك جيدا أن ميزان القوى الثنائي والإقليمي بدأ يتغير، وأن المغرب لم يعد يقبل قواعد اللعبة القديمة، وأن الدبلوماسية الإسبانية عوض أن ترتهن لسياسة ميتافيزيقية باتت من الماضي عليها أن تفكر بواقعية في المستقبل المشترك بين البلدين الجارين”.

وأوضح الخبير ذاته أنه طوال التاريخ مرت العلاقات بين المغرب وإسبانيا بعقبات عدة، بدءا من الوجود العربي في الأندلس وما رافقه من حضور مغربي قوي جسدته معركة الزلاقة التي مازالت جرحا غائرا في الذاكرة الإسبانية، مرورا باحتلال إسبانيا لشمال المغرب وجنوبه، ووصولا إلى استقلال المغرب واحتفاظ إسبانيا بجيبي سبتة ومليلية.

وقال الدكالي إن العلاقات المغربية الإسبانية كانت تشهد دائما مدا وجزرا، وزاد: “يمكن القول إنها صداقة حذرة تؤدي إلى أزمات دبلوماسية بين الحين والآخر”، وموضحا أن “الغيوم تتراكم في السماء ما بين ضفتي المتوسط، وهي ليست دائمة، لكنها تعود بين الفترة والأخرى في قضايا إستراتيجية، لأن إسبانيا لم تتحرر من عقدة التوجس التي لازمتها في علاقتها مع المغرب طوال التاريخ، وكذلك عقدة الجغرافيا”.

كما أكد المتحدث أن “إسبانيا مازالت تنظر للمغرب نظرة عدو إستراتيجي وجار مزعج، ولا تقبل أن يكون قويا ويحقق نموا اقتصاديا أو أن يكون قوة إقليمية”، مردفا بأنها “دائما متوجسة من مغرب قوي”.

وأوضح الخبير ذاته أنه “رغم كل العراقيل فإن المغرب متشبث بالحكمة وملتزم بصدق التعاون مع الجارة الشمالية، إلا أن الأخيرة تتوجس من تحركاته منذ ترسيمه حدوده البحرية كقرار سيادي في إطار القانون الدولي”، وزاد: “عبرت مدريد عن توجسها من هذه الخطوة الجريئة، ما خلق أزمة صامتة بين البلدين كانت وراء تأجيل القمة المشتركة. وبرزت الأزمة بشكل جلي بعد اعتراف أمريكا بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية”.

وأفاد المتحدث ذاته أيضا بأن “الاعتراف أربك حسابات الإسبان، وشكل تحولا مهما على مستوى التوازنات الجيو-سياسية، وفرض على إسبانيا إعادة ترتيب حساباتها في تعاملها مع الرباط بخصوص ملف الصحراء المغربية”، وختم: “إسبانيا التي تقدم نفسها بمثابة الوصي الاستعماري على المنطقة حاولت الضغط على إدارة بايدن لتغيير الموقف الأمريكي القاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء، معتبرة القرار بمثابة توجه انفرادي..والنقطة التي أفاضت الكأس هي استقبال الجلاد إبراهيم غالي باسم مستعار وجواز سفر مزور”.

hespress.com