تتواصل التطورات المتسارعة بين المغرب وإسبانيا بسبب ملف المهاجرين غير النظاميين الذين وصلوا إلى سبتة المحتلة؛ إذ استدعى المغرب بشكل مستعجل سفيرته في مدريد كريمة بنيعيش.
وكانت وزيرة الخارجية الإسبانية استدعت السفيرة المغربية في وقت سابق من يومه الثلاثاء، وأبلغتها أن “مراقبة الحدود كانت ويجب أن تظل مسؤولية مشتركة بين إسبانيا والمغرب” بحسب تصريح وزيرة الخارجية الإسبانية ارانتشا غونزاليس لايا.
وقال مصدر دبلوماسي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن استدعاء السفيرة المغربية كان ضروريا قصد التشاور ودراسة الخطوات المقبلة.
ويرتقب أن يعقد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة اجتماعا مع سفيرة المملكة المغربية بإسبانيا، فور وصولها، قصد النظر في التطورات المتسارعة بين البلدين.
واعتبرت مصادر مسؤولة، في حديث لهسبريس، أن ردود الفعل الصادرة عن الجانب الإسباني “خطيرة”، مشيرة إلى تنظيم مظاهرات أمام مقر سفارة المغرب بمدريد ووصف المملكة المغربية بنعوت غير مقبولة.
ويتجه المغرب، وفق مصدر مطلع، إلى إجراء “وقفة تأملية” في العلاقات مع إسبانيا، لا سيما وأن مدريد تريد تعاونا أمنيا فقط في الجانب المتعلق بمحاربة الهجرة غير النظامية بينما تعمدت استقبال زعيم البوليساريو بجواز سفر وهوية مزورين دون إخبار السلطات المغربية.
ولم تستبعد مصادرنا أن يتم تعليق التعاون الأمني بين المغرب وإسبانيا، بعد تقييم شامل للعلاقات الثنائية بين البلدين على ضوء تطورات استقبال زعيم جبهة البوليساريو.
ودعت الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، المغرب وإسبانيا إلى “التهدئة” والتوصل إلى اتفاق بينهما، تفاديا للمزيد من التصعيد.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك: “أعتقد أنه من المهم للغاية أن يتوصل المغرب وإسبانيا إلى اتفاق لمحاولة تهدئة الوضع”.
ووفقا للناطق الرسمي باسم الأمم المتحدة، فإن الأزمة التي اندلعت في الساعات الأخيرة هي أيضا “مثال آخر على التحديات التي نواجهها جميعا في محاولة إدارة الهجرة العالمية بطريقة إنسانية تحترم الكرامة الإنسانية للناس”.
وقالت السفيرة المغربية في إسبانيا كريمة بنيعيش، في تصريح صحافي قبل استدعائها من قبل الحكومة الإسبانية: “في العلاقات بين الدول، هناك أفعال لها عواقب يجب تحملها”، في إشارة إلى قرار إسبانيا تقديم الرعاية الطبية لزعيم جبهة البوليساريو وعدم تقديم أجوبة مقنعة بعد ذلك.
وأضافت السفيرة المغربية أن هناك “مواقف لا يمكن قبولها”، وشددت على أن “العلاقات بين الدول المجاورة والأصدقاء يجب أن تقوم على أساس “الثقة المتبادلة التي يجب العمل عليها ورعايتها”.