يكمل المغرب طريقه في مجاراة إسبانيا ندا لند، دون سند دبلوماسي مجاور له في الأزمة الجارية من الجيران المغاربيين.

ولم تطرح أي دولة مغاربية مجاورة مبادرة لدعم المغرب في الأزمة الحالية، على الرغم من عديد الوساطات التي بسطتها الرباط لبلدان شقيقة؛ مثل ليبيا.

واصطفت الجزائر بشكل واضح مع الإسبان، خصوصا بدفاعها عن تطبيب زعيم جبهة “البوليساريو” إبراهيم غالي بأراضي الجيران؛ فيما زار وزير الخارجية الموريتانية الرباط دون بروز مواقف بخصوص النقاش الدائر.

ومقابل “الحياد” الذي اتخذته دول مغاربية مجاورة للمملكة، فإن المنتدى الديمقراطي الاجتماعي، الذي يضم تكتلا لأحزاب عربية، طالب بفتح مفاوضات جدية بين المملكتين الإسبانية والمغربية حول وضعية مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين.

وخرجت العديد من الأصوات داخل إسبانيا من أجل التنبيه إلى بعض الزلات التي سقطت فيها الدبلوماسية الإسبانية، مطالبة باستحضار صوت العقل والخروج من الأزمة بأقل الأضرار.

الشرقي الخطري، الباحث في العلوم السياسية، أورد أن “الأزمة الأخيرة تعاطى معها المغرب بندية بمعزل عن الدعم المغاربي، مع اصطفاف الطرف الجزائري إلى جانب إسبانيا، في صورة جديدة مغايرة للوضع الطبيعي، ومناکفة للمغرب ومصالحه الجیو-سیاسیة”.

وأضاف الخطري، في تصريح لجريدة هسبريس، أن هذا ما يُعطي صورة جديدة تتداخل فيها المقاربة الجیو-سیاسیة والجیو-اقتصادیة، خصوصا بعد نهج المغرب بدوره خيار الإكراه الاقتصادي.

وأوضح المتحدث أن الرؤية المغربية الدبلوماسية قائمة على الاقتراب المتدرج في التعاطي مع الأحداث، وتحفظ تبادل وجهات النظر الثنائية مع الدول الصديقة والشقيقة.

كما أشار الخطري إلى أن المغرب في هذه المرحلة يشتغل على مبدأ الرقابة والتوازن، وهذا ما يفسر عدم رغبته في الدفع إلى مستويات الاصطفاف، على غرار إسبانيا، ومرد ذلك “ضعف موقفها السياسي وعدم قدرتها على تبرير اختلالات الثقة”.

واعتبر الباحث ذاته أن حجية الطرف الإسباني ضعيفة في ظل تحولات وفاعلين جدد ضمن السياسة الخارجية المغربية، مسجلا “دقة خرجات اعتبار المغرب ليس دركي أحد، ومغرب اليوم ليس مغرب أمس”.

hespress.com