قال ديفيد غرين، القائم بالأعمال الأمريكي بالمغرب، إن المفوضية الأمريكية بطنجة “هي أول ملكية دبلوماسية حصلت عليها الولايات المتحدة، وأقدم ملكية دبلوماسية أمريكية في العالم، وهي أيضا المعلمة التاريخية الوطنية الوحيدة خارج الأراضي الأمريكية”.

وأضاف القائم بالأعمال الأمريكي بالمغرب، في كلمة له خلال لقاء نظم الاثنين بمقر المفوضية بطنجة بمناسبة الاحتفال بمرور 200 سنة على افتتاح هذا المبنى العريق، أن المفوضية الأمريكية في طنجة أصبحت بعثة دبلوماسية رسمية للولايات المتحدة، عندما انتقل القنصل الأمريكي جون مولوني John Mullwany إلى المبنى الذي أهداه السلطان المغربي مولاي سليمان في وقت سابق للولايات المتحدة الأمريكية عام 1821.

المفوضية الأمريكية في طنجة، وفق ديفيد غرين، “كانت أيضا مسرحا للعديد من الأحداث المهمة في التاريخ الأمريكي والمغربي والعالمي. وتشمل هذه الأحداث المفاوضات على معاهدة منارة سبارتيل، وهي إحدى أولى الاتفاقيات الدولية التي وقعتها الولايات المتحدة، فضلا عن الاتفاقيات المبرمة مع المغرب لتسهيل النقل البحري والتجارة”.

كما أنها، وخلال الحرب العالمية الثانية، “عملت كمقر للتخطيط لعمليات الحلفاء في شمال إفريقيا. كما استخدمت أيضا من قبل مكتب الولايات المتحدة للخدمات الخاصة لفك الرموز النازية. ولكونها إحدى أول بعثتين دبلوماسيتين أمريكيتين التي استقبلت حراس أمن مشاة البحرية، فقد كانت المفوضية معروفة جيدا في المدينة لوجود حارس دائم من مشاة البحرية الأمريكية خارج مدخلها”، يضيف القائم بالأعمال الأمريكي بالمغرب خلال كلمته في الحفل الذي حضره كل من نادية الحنوط، مديرة التعاون والعمل الثقافي بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ومحمد مهيدية، والي جهة طنجة تطوان، وجون ديفيد، مدير المفوضية الأمريكية حاليا.

من جهتها، ثمنت نادية الحنوط، مديرة التعاون والعمل الثقافي بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، في كلمتها، جودة العلاقات الأمريكية المغربية “الضاربة في التاريخ منذ قرنين، والتي بدأت باعتراف المغرب بالولايات المتحدة، وتوقيع معاهدة الصداقة، وإهداء هذا المبنى من طرف السلطان مولاي سليمان”.

وأضافت الحنوط أن هذه العلاقات المتينة “توجت مؤخرا باعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على صحرائه، إضافة إلى قرار فتح قنصلية بالداخلة”، موردة أن مبنى المفوضية تحولت مهامه من السياسي الدبلوماسي إلى الثقافي التربوي، مؤكدا دائما على عراقة العلاقة بين البلدين.

يذكر أن الاحتفالية شهدت عرضا للألوان من قبل مشاة البحرية الأمريكية، مرفوقا في نهايته بالنشيدين الوطنيين الأمريكي والمغربي.

جدير بالذكر أن المفوضية الأمريكية كانت عبارة عن بعثة دبلوماسية أمريكية من عام 1821 حتى الستينيات، عندما أصبحت مدرسة للغات الدبلوماسية ثم مركزا لتدريب فيلق السلام. ومنذ سبعينيات القرن العشرين، تم تشغيلها كمتحف ومركز ثقافي ومكتبة أبحاث من قِبَل معهد المفوضية الأمريكية للدراسات المغربية بطنجة  (TALIM).

يشار إلى أن الاحتفال بالمفوضية كرمز للصداقة الأمريكية المغربية يتمثل أيضا في مجموعة من البرامج الثقافية والتوعوية والتعليمية، بما في ذلك معرض للمتحف الذي سيفتتح في المكتبة الوطنية بالرباط في 10 يونيو المقبل، وسيبقى هناك حتى أواخر شتنبر من السنة الجارية قبل الانتقال إلى الدار البيضاء.

hespress.com