أثار إشراف سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية رئيس الحكومة، على إعطاء انطلاقة أشغال بناء مقر مركزي جديد لحزبه بحي الرياض في العاصمة الرباط، الكثير من الجدل من حيث تكلفته التي تقارب 4 مليارات سنتيم، ومدة إنجازه التي ستستغرق حوالي 30 شهراً.

وفي الوقت الذي كشفت فيه المعطيات الرسمية لحزب “المصباح” أن المقر سيكلف 38.5 مليون درهم، أي 3 مليارات و850 مليون سنتيم، يثار سؤال التمويل لدى “تنظيم الإخوان”، خصوصا أن “الحزب وفقا لما أودع لدى المجلس الأعلى للحسابات من تقارير، فإن موارده لا تتجاوز 37.49 مليون درهم، أي إن مصاريف بناء المقر تتجاوزها بحوالي 100 مليون سنتيم.

ويدخل ضمن موارد الحزب الإسلامي، حسب قضاة جطو، واجبات الانخراط والمساهمات التي تبلغ 21.21 مليون درهم، ومساهمة الدولة التي تبلغ 15.81 مليون درهم. ومن ضمن النفقات، اقتناء أصول ثابتة بمبلغ يصل إلى 10 ملايين درهم سنة 2019.

وحسب ما نقله الموقع الإلكتروني للحزب، تبلغ مساحة البقعة الأرضية التي سيُشيد عليها المقر الجديد 2429 مترا مربعا، أما المساحة الإجمالية المغطاة فستصل إلى 8178 مترا مربعا.

وقال الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، في تصريح للموقع ذاته، إن “هذا المقر، الذي طال انتظاره لسنوات عديدة، سيكون له تأثير مهم على نشاط الحزب مستقبلاً، وعلى القدرة على استيعاب مختلف الأنشطة المركزية والموازية”.

وفي هذا الصدد، أثار المقر الفاخر الكثير من الأسئلة بين أعضاء الحزب الإسلامي ومن خارجه، حيث اعتبر الأمر بمثابة تحول في بنية الحزب، خصوصا أنه اختار أحد أكثر أحياء العاصمة رقيا وغلاء لتشييد مقره الذي جاء بعد عشر سنوات من التدبير الحكومي.

ودبج محمد أمين الدهاوي، أحد أعضاء الحزب النشطين في العاصمة، تدوينة على صفحته بـ”فيسبوك” قال فيها: “في مقابل بناء المقر، تذكروا أن أحزابا كانت تقام لها الدنيا وتقعد، لها اليوم من البنايات المركزية ما يسر الناظرين ولكن في جوهرها بنايات فارغة أصلها جميل لكن فروعها خاوية على عروشها بلا رؤية ولا هوية، والخطير بلا مناضلين يحملون هم مشروعها ويدافعون عن مبادئها التي تخلوا عنها في وقت مضى”.

واعتبر الدهاوي أن الحزب في حاجة “لبناء مؤسسة حزبية قوية، مع ضرورة الحفاظ على استقلالية قرارها وتقوية المؤسسات بها، وقيادة جديدة قادرة على رفع الرهان وإكمال المسار وإصلاح كل الأعطاب وتقوية وصيانة والحفاظ على استمرارية المشروع الذي اجتمعنا من أجله والتقينا حوله”.

من جهته، سجل مصطفى كرين، رئيس المرصد المغربي للعدالة الاجتماعية، أن لعنة حي الرياض ضربت العدالة والتنمية بعدما سبقته أحزاب أخرى، مشيرا أن “البيجيدي صاغ فصلا محوريا من تاريخ المغرب السياسي والحزبي، وبنى بنيانه على أساس قربه من الناس وتواجده في أحياء القصدير والدواوير المعدمة والهوامش، لينتقل بسرعة من الدواوير إلى الدواوين وتخلى عن جميع هؤلاء في ظرف قياسي لم يتجاوز بضع سنوات من الحكم”.

وأضاف كرين أن “حزب العدالة والتنمية انتهي به الأمر عكس ما بدأ، ولا يعرف لا لماذا وجد ولا إلى أين يتجه، متهافتا على المناصب والتعيينات ومراكما لرصيد غير مسبوق من الفشل والخذلان للمواطن المغربي”، مستغربا كونه “أطلق في عز أزمة كورونا ومعاناة المغاربة الذين أوهمهم بأنه جاء للذود عنهم من الفاقة والظلم، أشغال بناء مقر فخم فسيح”.

hespress.com