جدد الملك محمد السادس دعم المملكة المغربية لإنجاح المرحلة الانتقالية في ليبيا، وذلك في رسالة وجهها إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي.
وأفاد المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي الليبي بأن محمد المنفي “تلقى رسالة تهنئة خطية من الملك محمد السادس، هنأ فيها الرئيس على الثقة التي حظي بها لخدمة بلده في هذه المرحلة الانتقالية الحاسمة”.
وعبر الملك محمد السادس، وفق المصدر ذاته، عن دعمه الكامل “لتحقيق تطلعات الشعب الليبي الشقيق إلى إرساء دولة القانون والمؤسسات الشرعية والوحدة والوئام والأمن والاستقرار”.
وأكد الملك محمد السادس مواصلة المملكة المغربية مساندتها المعهودة لكل الإجراءات والمجهودات التي تبذل “لرفع التحديات التي تواجه ليبيا من أجل إنجاح هذه المرحلة الدقيقة”.
وذكر العاهل المغربي بالأهمية التي توليها المملكة لتعزيز العلاقات المغربية الليبية في مختلف المجالات، “تجسيداً لما يربط الشعبين الشقيقين من أواصر الأخوة المتينة والتضامن الوثيق ومن رصيد تاريخي وحضاري مشترك”.
وكان عبد الحميد محمد الدبيبة، رئيس الوزراء الليبي المنتخب، عبر عن الترحيب بتأكيد المغرب مواصلة دعم المصالحة الوطنية بليبيا.
وشدد رئيس الوزراء الليبي على حرصه على “استمرار دعم المملكة لليبيا، وأن يبقى المغرب حاضنا لأي حوار بين الليبيين، وداعما رئيسيا للمصالحة الوطنية”.
وكشف رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد دبيبة، في تصريح صحافي، أنه رغم صعوبة عملية التغيير، بعد الاضطرابات الدموية التي شهدتها البلاد منذ عام 2011، إلا أن الحكومة الجديدة تمكنت من إنجاز 80 في المائة من ملف توحيد المؤسسات في أقل من شهر، بما يشمل وزارات الحكومة المختلفة والبرلمان والمصرف المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط.
وكانت الوساطة المغربية بتعليمات ملكية نجحت في توحيد الفرقاء الليبيين من خلال استضافة عدة جولات للحوار والتشاور السياسي في مدينة بوزنيقة، وهو ما أسهم في الوصول إلى توافقات مهمة مكنت من طي صفحة الخلاف والتوافق حول المناصب السيادية.
وأشادت أطراف دولية وأممية وإفريقية بالدور المهم الذي لعبه المغرب في تكسير حالة الجمود السياسي، وتوفير مناخ إيجابي لوفدي مجلس النواب الليبي والمجلس الأعلى للدولة في ليبيا من أجل التوصل إلى حل سلمي متفق عليه.
ونجحت المقاربة المغربية لعدم تدخلها في شؤون الليبيين الداخلية أو توجيه الصراع خدمة لأجندات معنية، إذ حرص المغرب على تأكيده أنه لا مصلحة له سوى المصلحة الليبية، ولا مقترح له سوى ما يتوافق عليه الليبيون أنفسهم، وفق تعبير ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج.