أبدت المملكة المغربية ارتياحها لما أسفرت عنه عملية تجديد هياكل الاتحاد الإفريقي خلال الانتخابات التي جرت ضمن أشغال الدورة العادية الرابعة والثلاثين، المنعقدة أمس السبت والمستمرة اليوم الأحد، عبر تقنية التناظر المرئي.

وقال ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، في ندوة صحافية اليوم الأحد بالرباط، إن “القمة تميزت بتنفيذ الإصلاح المؤسساتي بشكل يسير في الاتجاه الصحيح”.

وأشار بوريطة إلى أنه من أصل ثمانية مناصب تم حسم ستّةٍ، حيث أعيد انتخاب رئيس المفوضية موسى فقي محمد، كما تم التجديد لجوزيفا ساكو من أنغولا مفوضة مكلفة بالفلاحة والتنمية القروية، وألبير موشانغا من زامبيا مفوضا مكلف بالتنمية الاقتصادية والتجارة والصناعة والمناجم، وأماني أبو زيد من مصر مفوضة مكلفة بالبنيات التحتية والطاقة.

وذكر المسؤول الحكومي نفسه أن القمة الإفريقية انتخبت مسؤولين جديدين في منصبين، يتعلق الأمر بالدبلوماسي النيجيري بانكول أديوي الذي انتخب مفوضا للشؤون السياسية والسلام والأمن في الاتحاد، والنائبة السابقة لمحافظ البنك الوطني الرواندي مونيك نسانزاباجانوا التي انتخبت نائبة لرئيس المفوضية.

واتفقت القمة على تأجيل الانتخابات المتعلقة بمنصبي الصحة والشؤون الإنسانية والتنمية الاجتماعية، والتربية والعلوم والتكنولوجيا والابتكار، إلى الاجتماع المقبل للمجلس التنفيذي، وهما مخصصان لمنطقتي شمال وغرب إفريقيا. وكشف الوزير أن المغرب لديه طموح للظفر بأحد هذين المنصبين.

وقال بوريطة إن تجديد الهياكل مكّن الاتحاد الإفريقي “من التخلص من مفوضين كانوا يستغلونها لأجندات لا علاقة لها بمصالح إفريقيا ولا القرارات المتخذة من قبلها، بحيث كانوا يعتبرونها ملحقة دبلوماسية تخدم أجندات معينة”.

كما كشف وزير الشؤون الخارجية أن القمم الثلاث الأخيرة للاتحاد الإفريقي لم تتطرق لقضية الصحراء المغربية، سواء في التقارير أو القرارات، وهو ما رأى فيه “تأكيدا على توجه جديد للاتحاد يعتبر أن ملف الصحراء من اختصاص الأمم المتحدة”.

وذكّر بوريطة، في أجوبته على أسئلة الصحافيين حول نتائج أشغال القمة الإفريقية، بأن مهمة الاتحاد الإفريقي وفق القرار رقم 693، الصادر في يوليوز 2018، هي “مواكبة ودعم جهود الأمم المتحدة في ملف الصحراء”.

الوزير لفت أيضا الانتباه إلى أن القمة عرفت محاولات لإقحام ملف الصحراء وتصريحات لمسؤولين في الاتحاد لكنها لم تنجح، موردا أن “آلية الترويكا ومجلس الأمن والسلم لم ينعقدا لأن الدول الإفريقية أصبحت تعي أن استغلال الاتحاد في أجندات لا علاقة لها بمصلحة إفريقيا لم يعد ممكنا”.

جدير بالذكر أن الدورة العادية الرابعة والثلاثين لقمة الاتحاد الإفريقي كان موضوعها “الفنون والثقافة والتراث.. روافع من أجل بناء إفريقيا التي نريد”، وتطرقت أيضا للتقدم المحرز في مواجهة جائحة فيروس كورونا في القارة.

hespress.com