يعيش مستشفى القرب بجماعة سبت أولاد النمة التابعة لإقليم الفقيه بن صالح، في الآونة الأخيرة، إكراهات جمة تتمثل في الخصاص البين على مستوى الموارد البشرية، بالإضافة إلى نقص في بعض التجهيزات الطبية؛ ما يؤثر سلبا على الخدمات التي يتلقاها المرضى، حيث يعانون من طول المواعيد خاصة بالنسبة إلى العمليات الجراحية.
وعلى الرغم من محدودية الطاقة الاستيعابية للمشفى سالف الذكر، فإن إدارة المرفق وأطره الطبية والتمريضية يجدون أنفسهم أمام العشرات من المرضى الوافدين من الروافد المجاورة، كجماعات حد بوموسى ودار ولد زيدوح وأولاد ناصر وأولاد عياد وأولاد بورحمون وسيدي عيسى أحيانا.
وبات استقبال المرفق الصحي لمرضى هذه المراكز والقرى المجاورة في ظل هذه الإكراهات البنيوية يثير امتعاض المرتفقين؛ ما دفع فعاليات من المجتمع المدني وبعض المرضى الذين سئموا من المواعيد المتجددة إلى المطالبة بتحسين الوضع الصحي بالمستشفى، وتزويده بالموارد البشرية والتجهيزات الكافية، والعمل في أسرع ما يمكن على إيجاد حل للمسجلين في قوائم المواعيد.
نور الدين الخياري، ناشط جمعوي من حي النخلة، قال، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن “مستشفى القرب بسوق السبت يعيش مشاكل عديدة تحول أحيانا دون تقديم خدمات صحية في المستوى المنشود، على الرغم من الجهود التي تبذلها الأطر الإدارية والطبية والتمريضية”، مشيرا إلى أن “الحق في التطبيب بهذا المرفق يشكو من أعطاب ملموسة”.
وأكد الخياري أن “واقع الصحة بالمدينة لا يرقى إلى طموحات سكان المدينة”، مستدلا بـ”احتجاج المرضى على المواعيد، وبعدم تنزيل مخرجات لقاء جمع مؤخرا فعاليات المجتمع المدني مع المندوب الإقليمي بحضور السلطات الإقليمية؛ ما ينم حسبه عن غياب الإرادة في حلحلة الإشكالات المطروحة”.
وأوضح ربيع مجيد، من الفعاليات النشيطة بالمدينة، أن كثرة الروافد التي توجه مرضاها إلى مستشفى القرب تكون في الغالب وراء طول المواعيد التي تصل إلى نصف العام بالنسبة إلى العمليات الجراحية، مشيرا إلى أن مقولة “حتى يموت لي يموت” هي الرسالة التي يمكن استنباطها من هذا التأخير.
وأفاد مجيد بأن “العديد من المرضى يجدون أنفسهم أمام مجموعة من التفسيرات الذين هم في غنى عنها، حيث يتم تبرير الوضع القائم بالمستشفى بالإسهاب في الحديث عن النقص الحاصل في الموارد البشرية أو عن الأعطاب التي تصيب اللوجستيك.. وتلك مسائل تعني الجهات المعنية، وليس المرضى الذين يسعون إلى العلاج الفوري”، يقول المتحدث ذاته.
وفي السياق ذاته، شدد الناشط المدني ذاته على أن معاناة المرضى تكاد تكون يومية بفعل غياب وسائل العمل وقلة الأطقم الطبية؛ ما يجعل بعض المرضى يضطرون إلى العودة إلى منازلهم أو اللجوء إلى مصحات القطاع الخاص مكرهين رغم الحاجة، وهذا يطرح تساؤلات عميقة، حسب المتحدث، حول من له المصلحة في ضرب هاته المؤسسة الصحية التي أعطى انطلاقتها صاحب الجلالة.
ودعا ربيع، بعدما نوه بدور الإدارة المحلية والإقليمية في بذل مجهوداتها ومبادراتها أمام الإكراهات الموضوعية، الوزارة الوصية إلى إيجاد حل لمشاكلها من خلال تحمل مسؤوليتها في توفير الموارد البشرية المتخصصة وتسريع وتيرة اشتغال أقسام استشفائية عديدة بالمستشفى.
ومن جانبه، عبر محمد الشوبي، أحد المرضى الوافدين إلى مستشفى القرب من جماعة حد بوموسى، عن قلقه مما يجرى له ولزوجته، مؤكدا أنه تذمر من “سير واجي” ومن المصاريف التي يتكبدها في كل مرة دون تحقيق المبتغى. قائلا إن “مرضي لم يعد يسمح لي بالعمل وإني أتطلع إلى يوم تشرق فيه الشمس وأتمكن من إعادة صحتي”.
وأضاف الشوبي أن ما يؤرق المرضى هو الانتظار والاستهتار بالوقت، مشيرا إلى تصرفات الطبيب الجراح الذي ما إن وصل حتى عاد أدراجه دون إخبار المرضى بسبب غيابه؛ ما سيعمق من جراحهم مع مواعيد جديدة مفعمة بالآلام والانتظارات المؤجلة.
وفي تعليقه عن الموضوع، أكد أمين هرماش، المدير المسؤول عن مستشفى القرب بسبت أولاد النمة، أن “قلة الموارد البشرية بهذا المرفق الصحي لم تكن أبدا عائقا أمام تقديم خدمات في المستوى المطلوب، بالنظر إلى كفاءة الأطر التمريضية والطبية وانخراطها الجدي في التفاعل مع حاجيات المرضى”.
وقال إن ما جرى تم أخذه بعين الاعتبار، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بمرضى راغبين في إجراء فحوصات وكشوفات طبية وليس بحالات استعجال، وعلى الرغم من ذلك، فقد تم تدارك الأمر، حيث جرى تسجيل كل المرضى للتواصل معهم فور عودة الطبيب الجراح الذي غادر اليوم المستشفى دون إخبار الإدارة أو ذكر السبب.
يذكر أن باشوية مدينة سبت أولاد النمة قد تفاعلت بسرعة مع احتجاج المرضى، حيث حلت بمستشفى القرب للإسهام في تسجيل أسماء المرضى المشتكين بغية التواصل مع المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة للنظر فيما إذا كان ممكنا تنظيم حملة طبية في القريب العاجل للتخفيف من عدد المسجلين في قوائم المواعيد المؤجلة.