نجحت الممثلة المغربية حسناء المومني في كسب ود الجمهور، بفضل مهنيتها العالية في التمثيل وتواضعها وحسها الفني المرهف الذي اكتسبته منذ الصغر لتعمل على صقله لاحقا بالتحاقها بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط.
في حوار مع هسبريس، تتحدث المومني عن دورها في الفيلم التلفزيوني “موعد مع الخيانة” للمخرج رؤوف الصباحي، وتكشف موقفها من اقتحام نجوم الغناء و”أنستغرام” لعالم التمثيل، بالإضافة إلى حدود الجرأة في تعالمها مع الشخصيات وعلاقة الجمهور بتقبل الطابوهات في الأعمال الفنية.
أكدت، في العديد من المناسبات، أنك تحرصين على انتقاء أدوارك بعناية.. ما هي القضايا التي أثارتك في فيلم “موعد مع الخيانة” لقبول المشاركة في العمل؟
الفيلم التلفزيوني يناقش تيمات متعددة ويجمع بين الحب والطمع والجشع، ويعالج بطريقة سلسة وذكية الكثير من الأحداث.. هذا بالإضافة إلى معالجة تيمة المسرح الذي أعتبره الوسيلة الوحيدة لتنمية القدرات وفهم الآخر. الشخصية التي أجسدها في “موعد من الخيانة” هي شخصية مركبة جدا تعيش في عوالم مختلفة، عالم الأسرة الصغير وعالم لأشخاص يتسببون لها في مشاكل مع عائلتها.
ألا يزعجك تقاسم الأدوار مع ممثلين قادمين من مجال الغناء أو نجوم مواقع التواصل الاجتماعي؟
هذا الموضوع دائما يشغل بالي، لا أمانع أن أتقاسم المجال مع هذه الفئة شريطة أن يتمتعوا بالموهبة وأن يرقوا إلى مستوى المسؤولية التي تمنح لهم؛ فالميدان مفتوح أمام الجميع. لكن، يحز في نفسي أن نجد خريجي معاهد عليا للمسرح أو رواد الفن المغربي الذين راكموا تجربة كبيرة في المجال ولا تمنح لهم الفرصة؛ في حين يقع الاختيار على نجوم “أنستغرام”، لأن لديهم متابعين على مواقع التواصل الاجتماعي؛ وذلك بهدف استقطاب هذا الجمهور إلى العمل الفني.
لكن في الأخير لا يعني أن الممثلين القادمين من مجالات أخرى يفتقدون للموهبة، على العكس تماما أنا أشدد فقط على صقل هذه المواهب والتعلم كلما أتيحت لهم الفرصة لذلك.
بالمناسبة، كيف هي علاقتك بمواقع التواصل الاجتماعي؟
حياتي الشخصية دائما تظل بعيدة عن الحياة الافتراضية.. أما على المستوى العملي، أتقاسم مع الجمهور بعض اللحظات من كواليس الأعمال الفنية أحيانا؛ لكنني لا أفهم كثيرا في هذا العالم.
ما هي حدود الجرأة بالنسبة إليك؟
بداية، لا بد من التأكيد على وجود فرق كبير بين الجرأة والوقاحة.. لقد وضعت، منذ بداية مشواري الفني، خطوطا حمراء لا يمكنني أن أتعداها؛ لكني مع الجرأة في تناول القضايا التي تنهل من الواقع المجتمعي، والتطرق إلى المواضيع التي تضر المجتمع وتمسه من قريب.
الجمهور المغربي بإمكانه تقبل مناقشة بعض الظواهر التي نعيشها في حياتنا اليومية؛ لكنه مع الأسف يتعامل مع الطابوهات في الأعمال الفنية بالكثير من الحساسية ويرفض التطرق إليها، وهذا نابع من غياب ثقافة فنية تخول لهم التعاطي مع هذه المواضيع بطريقة إيجابية؛ لأنها في الأخير تعكس ما يقع في المجتمع.
ما هي الرسالة التي توجهنيها إلى الجمهور في هذا الصدد؟
أدعو الجمهور إلى الانفتاح على المسرح والسينما المغربية؛ لأن الثقافة هي التي تنمي المجتمعات، والدول المتقدمة تعتمد الثقافة إحدى ركائز المجتمع.
أخيرا، هل هناك أعمال سينمائية في الأفق؟
أجل، قمت بتصوير فيلم سينمائي للمخرج فوزي بنسعيدي وآخر للمخرج هشام الركراكي؛ لكنهما لم يجدا طريقهما إلى القاعات السينمائية، بسبب جائحة “كورونا”.