شرعت، فعليا، عدد من نساء جماعة سرغينة، وفي تجربة فريدة والأولى من نوعها بإقليم بولمان، في قطف أولى زهور الزعفران الذي نجحت جمعية إقويرن النسوية للتنمية القروية بالجماعة سالفة الذكر في نقل زراعته إلى دواري إقويرين وعين اللوز، على مساحة تناهز 5 هكتارات.

وغمرت السعادة نساء سرغينة ممن استفدن من هذا المشروع الفلاحي التضامني وأناملهن تمتد لتقطف أولى زهور الزعفران البنفسجية التي تفتحت بكثافة على أرضهن مع حلول فصل الخريف، حيث أضحين، بفضل هذا المشروع المتعلق بزراعة واحد من أغلى توابل العالم، يتوفرن على نشاط مدر للدخل.

وتتطلع خديجة الليموني، رئيسة الجمعية المذكورة، إلى أن تنتشل زراعة الزعفران الحر، أو كما يسمى بـ”الذهب الأحمر”، النساء القرويات بإقليم بولمان من الفقر والتهميش، معربة عن ابتهاجها بتكلل جهد وصبر 39 مستفيدة سرغينية من هذا المشروع بالنجاح.

الليموني قالت لهسبريس إن زهور الزعفران، التي تتفتح خلال فصل الخريف، يتم قطفها يدوياً من طرف المستفيدات أنفسهن وبدعم من أفراد أسرهن أو عبر تشغيل عاملات زراعيات، مشيرة إلى أن عملية قطف زهور الزعفران لا بد أن تكون، بعد تفتحها، في الصباح الباكر وقبل طلوع الشمس.

وأوضحت المتحدثة ذاتها أن عملية فرز شعيرات الزعفران ذهبية اللون من الزهور البنفسجية، قبل تجفيفها في الظل، تتم داخل منزل كل مستفيدة، في “لمة” عائلية ينخرط فيها أفراد الأسرة جميعهم؛ وهو “ما أعاد إحياء مظاهر الصلة واللحمة الأسرية المفتقدة بسبب أساليب الحياة الجديدة”، بتعبير خديجة الليموني.

وأضافت رئيسة جمعية إقويرن النسوية للتنمية القروية بجماعة سرغينة أن مشروع زراعة الزعفران، النسوي بالكامل، ساهم في خلق فرص شغل مهمة لساكنة المنطقة، مشيرة إلى أنه جرى، انطلاقا من الموسم الحالي، توسيعه على 10 هكتارات أخرى لفائدة 80 امرأة قروية، يتوزعن على جماعات سرغينة وألميس مرموشة وأنجيل.

يذكر أن مشروع زراعة الزعفران، إلى جانب مشروع الإنتاج البيولوجي لنباتات عطرية وطبية أخرى، بإقليم بولمان تسهر على تأطيره مصالح المديرية الإقليمية للفلاحة؛ وهو المشروع الذي موّله مخطط المغرب الأخضر، بعد النتائج الواعدة التي أسفرت عنها الدراسات الميدانية التي أجراها خبراء من معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة لنقل هذا الصنف النباتي إلى أرض إقليم بولمان.

hespress.com