لم تكن نساء تقطنّ بحي الرحمة ودار بوعزة بالدار البيضاء وكذا مدينة الجديدة تعتقدن أن مساعيهن إلى إجراء إصلاحات على شققهن وتزيينها ستتحول إلى متاهات ونصب وضياع للأموال وتعريضهن لمشاكل عديدة؛ فقد وجدت مجموعة من النساء أنفسهن ضحايا لعملية نصب واحتيال بطلها شخص يدعي، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تجهيزه للشقق ويقوم بأشغال البناء والكهرباء وتهيئة الحمامات بداخلها وغيرها من الأشغال.

وتحكي إحدى النساء اللواتي وقعن ضحية عملية النصب التي يقوم بها الشخص المتهم أن هذا الأخير ادعى أنه “يقوم بتجهيز الشقق ومطابخها وأشغال البناء والكهرباء وتهيئة الحمام، والصباغة الشاملة، وتجهيز غرف الأطفال وغرف النوم”.

وتضيف المرأة، التي تقدمت بشكاية لدى وكيل الملك لدى المحكمة الزجرية الابتدائية بعين السبع رفقة مشتكيات أخريات، أن الشخص المعني “عاين الشقة بمدينة الجديدة، وأبدى موافقته على العمل، حيث طلب مني مبلغ 80 ألف درهم، سلمته عبر شيك بنكي مبلغ 70 ألف درهم، مؤكدا أنه سيسلمني الشقة بعد ثلاثة أسابيع ليأخذ كل ما يوجد بشقتي من آلات الطبخ بالمطبخ وغيرها”؛ لكن الطامة الكبرى التي وجدت فيها هذه المرأة نفسها، كما حكت ذلك في شكايتها الموضوعة لدى النيابة العامة، أن المشتكى به قام بـ”هدم عدد كبير من مرافق الشقة، ولَم يقم بإنجاز ما تم الاتفاق عليه، ليتركها في حالة فوضى عارمة”.

لا يقتصر الحال على هذه المشتكية، بل إن امرأة أخرى تعرفت عليه بالطريقة ذاتها، حيث اتفقت معه على تجهيز مطبخ شقتها، وسلمته مبلغ 20 ألف درهم كتسبيق للبدء بالعمل، قبل أن يعاود الاتصال بها للحصول على مبلغ عشرة آلاف درهم أخرى، وعمل على هدم مرافق المطبخ والحمام وحائط غرفتين.

وعلى غرار الضحية الأولى، لم يقم المشتبه فيه بأي عمل داخل الشقة، حيث تورد المشتكية نفسها أنه تركها في حالة يرثى لها وفِي حالة فوضى؛ وهو ما يعد، حسب صاحبة الشقة، نصبا تعرضت له من طرفه.

وتقاطرت، خلال هذه الأيام، عشرات الشكايات على وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية عين السبع بالدار البيضاء حول الشخص نفسه الذي يملك صفحة بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، يدعي من خلالها تجهيزه للشقق وترميمها وتزيينها.

وشرعت الشرطة القضائية بالحي الحسني بالدار البيضاء في التحقيق في هذه القضية، حيث بدأت الاستماع إلى المشتكين الذين يعدون بالعشرات وينتشرون في محور الجديدة ودار بوعزة والدار البيضاء.

وتسببت عملية النصب، التي راحت ضحيتها نسوة كن يرغبن في إدخال تغييرات على شققهن، في مشاكل لبعضهن؛ فقد وجدن أنفسهن وسط منازل مخربة عما كانت عليه، فيما بعضهن تسببت له هذه العملية في مشاكل مع الأزواج.

hespress.com