بعد تسجيل تجاوزات على المعبر الحدودي لسبتة المحتلة واستعمال العنف المفرط من قبل بعض الجنود الإسبان في حق مهاجرين مغاربة قاصرين، قررت النيابة العامة الإسبانية فتح تحقيق بشأن الطريقة التي دبرت بها السلطات عملية ترحيل “الحراكة”.
وشهدت المعابر الحدودية في الشمال أزمة غير مسبوقة خلال الأسبوعين الماضيين، بعد نزوح آلاف المهاجرين إلى سبتة المحتلة؛ من بينهم كثير من القاصرين، حيث صاحب هذا الفعل استخدام عنف مفرط من قبل السلطات الإسبانية التي استعملت المدرعات وغازات مسيلة للدموع لطرد المهاجرين.
ويأتي تحرك السلطات القضائية الإسبانية بعدما تقدمت جمعية “جذور” ببلاغ إلى النيابة العامة لشؤون القاصرين يتعلق بحالة معينة لقاصر يبلغ من العمر ستة عشر عاما وصل في يوم 19 ماي الجاري سباحة إلى سبتة مستخدما “عوامة” مصنوعة من قوارير بلاستيكية.
وانتشرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر أفرادا من الحرس المدني الإسباني يقومون بطرد مهاجرين، من بينهم قاصرون، من سبتة المحتلة، بعدما تمكنوا من الوصول إليها سباحة، كانت أبرزها صورة طفل مغربي قاصر وصل عبر “عوامة” مصنوعة من قوارير بلاستيكية.
ولوحظ كيف أن القاصر، الذي كان يذرف الدموع وهو في البحر، يعبر عن خوفه أمام أحد الجنود الإسبان الذين يحرسون الشاطئ؛ لكن أفراد الحرس قاموا بإعادته عبر البوابة الحدودية، وهو ما يخالف القوانين الدولية التي تقر بعدم إرجاع القاصرين إلا بعد التأكد من حالته وملفه.
ومن بين حوالي 8 آلاف شخص دخلوا سبتة المحتلة عن طريق السباحة خلال المرحلة الأكثر حدة من أزمة الهجرة، هناك 1600 طفل، وفقا لتقديرات غير رسمية. وقد عمل الصليب الأحمر على تسجيل 800 من هؤلاء المهاجرين القاصرين وحدهم. وقد طالب ذووهم بإرجاع أكثر من 400 شخص.
وقالت رئيسة مؤسسة “جذور”، في تصريحات أدلت بها لوكالة الأنباء الإسبانية “إفي”، إنه “في تلك الأيام، لم تكن هناك حالة واحدة؛ بل كان هناك عديد من القاصرين الذين أعيدوا عبر الحدود، في انتهاك واضح لتشريعاتنا وللمعاهدات الدولية”.
وتشير التقديرات إلى أن غالبية الأطفال الذين وصلوا إلى سبتة هم تلاميذ تركوا قاعات الدراسة، جاء الكثير منهم بمفردهم، وعبر آخرون الحدود مع الأصدقاء أو الأشقاء الأكبر سنا. الغالبية العظمى من الأولاد أو المراهقين أوائل العشرينيات من العمر.
ووصل معظم هؤلاء المهاجرين عن طريق السباحة، وآخرون في قوارب مطاطية. وتشير مصادر حكومية إلى أن العدد الإجمالي من القاصرين المغاربة الذين بلغوا سبتة حوالي 1500 قاصر.