في عزّ الشّتاء تتحرّك قوارب الموت حاملة عددا من المهاجرين المغاربة إلى الضفة الأخرى. وأفادت مصادر من الحسيمة أن ناشطا كان ضمن حراك الرّيف، يدعى خالد البركة، تمكن رفقة زوجته وشخصين آخرين من الوصول إلى إسبانيا، حيث تدخلت فرق البحرية الإسبانية التي كانت قبالة سواحل غرناطة لإنقاذهم.
وانطلق قارب المهاجرين السريين، الذي كان يحمل خالد البركة، وهو من “مجموعة ناصر الزفزافي”، وسبق له أن استفاد من العفو الملكي عام 2018، من الساحل المنتمي إلى قبيلة تمسمان.
وكتب البركة في تدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” أنّ “أغلب الشباب اختاروا طريق الهجرة لأنهم افتقدوا إلى أبسط حقوق العيش الكريم داخل وطنهم، لا لأنهم يكرهون وطنهم”، وواصل: “من منا يكره أرضنا نعتبرها أمنا وسنموت من أجلها؛ وسنغامر بأرواحنا وأهلنا من أجل كرامة أمنا”، بتعبيره.
ولا يتعلق الأمر بالناشط البركة وحده، بل إن موجات “الحريك” باتت تجذب عددا من نشطاء حراك الريف، حيث هاجر أخيرا، وفقا لما نقلته مصادر إعلامية محلية من الحسيمة، الناشط رشيد اعماروش، الذي كان أيضا ضمن مجموعة ناصر الزفزافي في سجن عين السبع المحلي بالدار البيضاء، الشهير بـ”عكاشة”، واستفاد هو الآخر من العفو الملكي.
ومعروف أنّ المهاجرين المغاربة من ذوي التوجّه السّياسي لمّا يبلغون التّراب الإيبيري يباشرون إجراءات اللجوء بملء مطبوع خاص باللجوء السياسي تقدّمه الشرطة الإسبانية، وهو ما يجعلهم محميين قانونياً ولا يتعرّضون للطّرد. لكن يجب عليهم تقديم الأدلة التي دفعتهم إلى هذه الخطوة، في ظرف لا يتعدى شهرا. ويمكن تقديم طلب اللجوء في أي مركز للشرطة بإسبانيا.
ووفقاً للمصادر ذاتها، فإنّ الشابين اللذين ينحدران من مدينة الحسيمة، كانا يقودان الاحتجاجات في الرّيف، وقد وصلا إلى إسبانيا بطريقة غير مشروعة، قبل أن يشرعا في إجراءات طلب اللجوء. وكما هو معروف، فإن المغاربة الذين يصلون بشكل غير قانوني إلى إسبانيا يُعادون فوراً إلى بلدهم، بموجب الاتفاقيات الثنائية التي تجمعُ الطرفين.
وينسق هؤلاء فور وصولهم إلى الديار الإسبانية مع أفراد آخرين من نفس العائلة أو من الأصدقاء، حيث يقومون باستقبالهم وإيوائهم، في أفق تمكنهم من فرصة شغل أو الهجرة صوب بلد مجاور. وتؤكد العائلات الريفية أن أبناءها حين يهاجرون يكونون في أياد أمينة ويصلون سالمين إلى وجهتهم.