قلق شديد ظل يشعر به باعة الكتب المستعملة في مدينة الدار البيضاء طيلة الأشهر المنصرمة، بعدما أوقفت جائحة “كورونا” نشاطهم الثقافي، مُسبّبة لهم شللاً في المبيعات الشهرية، خاصة بعد إلغاء الكرنفالات الثقافية التي كانت تحقق رواجاً اقتصاديا مهمّاً لـ “البُوكينيست” المغربي.

وتعيش ساحات بيع الكتب المستعملة بالعاصمة الاقتصادية أياماً عصيبة بسبب الإغلاق المتتالي للمدينة التي تعرف قفزة وبائية في الأسابيع الأخيرة، ما أدى إلى غياب الزبائن الذين كانوا يتدفقون على هذه الأسواق بكثافة في زمن ما قبل “كورونا”، الأمر الذي جعل هذه الفئة الأكثر عرضة للخسائر المالية.

وفي هذا الإطار، يرى يوسف بورة، رئيس الجمعية البيضاوية للكتبيين، أن “عدد بائعي الكتب المستعملة بالمغرب قليل بالمقارنة مع البلدان الأخرى، إذ لا يتعدى مثلا السبعين في مدينة الدار البيضاء التي تعرف كثافة سكانية مرتفعة”.

وأبرزَ بورة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “أغلب الكتبيين المتخصصين في الكتب المستعملة يشتغلون في الأسواق الهامشية بالمدينة، من قبيل القريعة ودرب غلف والحي الحسني والحي المحمدي وغيرها”، مستطردا: “يلعبون أدواراً كبيرة في البلد، ولكن قلة فقط تُدرك المهام المسندة إليهم”.

وعن تداعيات الجائحة العالمية، أكد محدثنا أن “الكتبي يعيش معاناة طويلة مع الأزمة الصحية الراهنة، إذ كان يقتني كميات كبيرة من الكتب المستعملة في شهر فبراير قصد بيعها في أبريل، الذي يصادف موعد معرض الكتاب المستعمل بالدار البيضاء، إلا أن البلاد دخلت في حجر صحي إلزامي امتد لأشهر متتالية”.

وشدد المصدر عينه على أن “الكتبي أصبح مطالباً بتسوية الديون المالية العالقة، وهو الذي يُقاسي شظف العيش وصعوبة إعالة أسرته”، مستدركا: “وعدنا وزير الثقافة الأسبق بتدعيم المعرض، بعد الإشكالات التي وجدها بعض الكتبيين في المشاركة في المعرض الدولي للكتاب”.

وأورد رئيس الجمعية البيضاوية للكتبيين: “وزير الثقافة الجديد لم يتجاوب مع مراسلاتنا إلى حدود الساعة.. نريد تباحث المشاكل التي يعانيها القطاع في عز الجائحة”، مشيرا إلى أن “هذه الفئة هي الأوْلى بالدعم المالي”، وداعيا إلى “إنصاف شريحة الكتبيين، عبر منحهم البطاقة المهنية وتوفير التغطية الصحية المناسبة لهم”.

وذكر المصرّح ذاته أن جل الكتبيين باعوا 20 في المائة من الكتب المستعملة فقط هذه السنة، معتبرا أن “تجربة معرض الكتاب المستعملة صارت أنموذجاً في المنطقة العربية ككل، إذ صار ينافس سوق الأزبكية بمصر وشارع المتنبي بالعراق، ذلك أنه يعرض أزيد من 200 ألف عنوان في شتى التخصصات، ويبيع 90 في المائة من المعروضات خلال عشرة أيام”.

hespress.com