الجمعة 18 دجنبر 2020 – 23:32
في إطار الوطنية، يبذل كل مواطن ما في وسعه ليدافع عن بلده، ولو بالسكوت، وذلك أضعف الإيمان؛ ولكن “الوزير الأعجوبة”، كما وصفه رئيسه سعد الدين العثماني، السنة الماضية، وهو محمد أمكراز، الذي دخل إلى الحكومة عقب عملية ابتزاز تنظيمي مقابل التراجع عن دعم رئيس الحكومة السابق عبد الإله بن كيران، اختار توقيتا سيئا ليمارس “المزايدة”؛ ولكنه مارسها هذه المرة من خارج التنظيم، بعد أن قدم نفسه كممثل للشعب المغربي (وهذا غير ممكن)، في قناة إيرانية ليقول إن البلاغ الملكي الأخير “كان مفاجئا لجميع المناضلين..”، و”أن الشعب المغربي يرفض التطبيع”. وعندما سأله المذيع: كيف يمكن لدولة أن تجمع بين علاقتها مع إسرائيل ومع القضية الفلسطينية، قال أمكراز، الذي ناداه المذيع بـ”أمجزار”، إن الأيام المقبلة هي التي ستجيب عن ذلك.
هكذا، وفّر “أمجزار” الحطب الأوليّ لقناة معادية كي تلجأ إلى الأرشيف، وتبث بالتزامن مع تصريحه فيديوهات قديمة لمظاهرات حاشدة في المغرب تم تنظيمها لمساندة الشعب الفلسطيني، وليظهر وكأن جزءا كبيرا من الشعب رافض للموضوع. وقد كانت هذه هي طريقة الوزير ليشكر من عيّنوه وزيرا، حيث كانت الغاية من ذلك هي تقديم نموذج لشاب مغربي طموح تم إدخاله إلى الحكومة من أجل إضفاء نَفَسٍ جديد؛ ولكن أمكراز، الغارق في معتقدات حزبه، اعتقد أن الدولة بمثابة “زريبة” يمكن أن يدخلها أي كان بحذائه. وبدل أن يركز على مهمته الوزارية، ظهر كإضافة لا قيمة ولا لون لها؛ بل إن وزارة الشغل لم تجد في عهده أي شغل تقوم به بسبب تداعيات جائحة كورونا..
ألم يكن حريا بالسي أمكراز، وهو يقدم نفسه كمناضل رافض للتطبيع، أن يقدم ملتمسا لإعفائه من منصبه الوزاري؟ أليس هذا أسوأ تقسيم أدوار عاشه المغاربة مع هذا الحزب، الذي يجد كل المبررات للاستمرار في الحكومة، وفي الوقت نفسه يجد كل المبررات؟ لماذا يتجاهل هذا الحزب الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء مقابل تضخيم موضوع التطبيع، الذي وضع له المغرب شروطا على المقاس؟.
أمكراز نموذج لشاب (على مقاس الشباب في الأحزاب المغربية) من حزب العدالة والتنمية؛ ولكنه ظل دائما يقلد الجزار، يعرف جيدا من أين تؤكل الكتف حتى داخل حزبه. والدليل على ذلك هو أن عددا كبيرا من أعضاء الشبيبة وقعوا ضد “مذكرة النقد..” المطالبة بعقد مؤتمر استثنائي لحزب العدالة والتنمية.