في ظل التصعيد الذي تعيش على وقعه مدينة الفنيدق، بعد الوقفات الاحتجاجية التي خاضها المئات من المواطنين بشوارع المدينة، بدا واضحا أن السلطات المحلية تواجه الغضب بمنطق الحكمة وكذلك مبدأ “عين ميكة”.

وعاشت المدينة خلال الأسابيع الماضية على وقع احتجاجات بعد سنة ونيف من إغلاق معبر “تاراخال” في وجه الحركة التجارية وممتهني التهريب المعيشي ومستخدمين بالمدينة السليبة، بشكل أثر على مختلف مناحي الحياة من هذا الإغلاق.

عمر الياسيني، فاعل جمعوي متتبع للشأن المحلي، اعتبر خروج الساكنة للاحتجاج أمرا حتميا بعد تردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وتضرر مصادر عيش المواطنين بسبب توقف أنشطتهم الحرفية والمهنية، خاصة أولئك الذين دأبوا على التعامل مع سكان الثغر المحتل.

وأوضح المتحدث أن الفئات المتضررة تضم ممتهني التهريب المعيشي، بالإضافة إلى المواطنين العالقين الذين كانوا يشتغلون بمدينة سبتة المحتلة بشكل قانوني، علاوة على فئة الحرفيين والصناع التقليديين، بسبب تأخر المصادقة على تصميم التهيئة للجماعة الحضرية، وبالتالي توقف أوراش البناء التي كانت توفر الشغل لليد العاملة والحرفيين.

وأضاف الياسيني، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن إقامة مشروع المنطقة التجارية لترويج السلع المستوردة من الخارج لن يحل الأزمة بشكل كلي، على اعتبار أن الإشكال ليس في السلع وإنما في نقص السيولة والتدفقات المالية وانعدام فرص الشغل.

ودعا الفاعل الجمعوي إلى ضرورة التفكير في حل مشاكل كل فئة على حدة، وذلك من خلال فسح الطريق في وجه المستخدمين بسبتة من أجل الالتحاق بمقرات عملهم، بالموازاة مع تشييد معامل ومصانع لخلق فرص الشغل ودخل قار لساكنة وشباب مدينة الفنيدق لتعويضهم عن توقف “معبر تاراخال”.

واقترح الياسيني التسريع بالمصادقة على تصميم التهيئة ومنح رخص البناء للمنعشين العقاريين لمباشرة أشغال البناء، التي يرى أن من شأنها تحريك وتنشيط عجلة الاقتصاد الراكدة.

ونادى المتحدث بـ”جلب استثمارات اقتصادية وتجارية إلى المنطقة، وتشجيع المقاولات الصغرى والمتوسطة، والانفتاح على رؤوس الأموال والمستثمرين، سواء بالجهة أو مغاربة مدينة سبتة، بهدف إنعاش الفنيدق اقتصاديا وتجاريا، وبالتالي الخروج من النفق المسدود”، على حد قوله.

ويرى المتتبع للشأن المحلي بالفنيدق أن السلطات المحلية تتعامل بمنطقة الحكمة، في إشارة إلى عدم تدخلها لفض الحشود المتظاهرة، “لأنها تعي جيدا أن الأوضاع صعبة”، مؤكدا أن “أولى مراحل العلاج تمر عبر التعامل العقلاني ومن منطلق الإنصات ومبدأ الحوار لتهدئة الأوضاع، وزرع الثقة بين المحتجين ومسؤولي المنطقة”.

hespress.com