يعد تمر “المجهول” من أجود التمور التي ينتجها المغرب، ويعرف كثير من المغاربة أن هذا التمر تنتجه واحات النخيل بالجنوب الشرقي للمملكة، لكن ربما ما لا يعرفونه هو أن المغرب كان له الفضل في نقل إنتاج تمر “المجهول” إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

تمّ ذلك منذ مطلع القرن العشرين، حيث أرسل المغرب 11 شجرة نخيل صغيرة إلى جنوب ولاية كاليفورنيا، حسب معلومات نشرتها السفارة الأمريكية بالرباط، كانت سببا في ازدهار إنتاج تمر “المجهول” ذي الجودة العالية في هذه الولاية.

واستنادا إلى معلومات سبق أن نشرها موقع “Shareamerica”، وهو موقع إلكتروني لوزارة الخارجية الأمريكية، فإن وصول تمر “المجهول” إلى الولايات المتحدة الأمريكية اكتسى طابعا رسميا؛ إذ أرسل حاكم المغرب (يرجح أن يكون السلطان مولاي يوسف باعتباره هو الحاكم في تلك الفترة)، 11 شجرة نخيل إلى جنوب كاليفورنيا.

ويشير المصدر نفسه إلى أن هناك أوجُه تشابه قوية بين هجرة أشجار النخيل إلى الولايات المتحدة والتجربة الإسلامية الأميركية، حيث أصبح وادي كواتشيلا في كاليفورنيا ينتج كميات كبيرة من تمر المجهول ذي الأصل المغربي.

ويأتي تقديم سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالمغرب معلومات حول أصل تمر المجهول الذي تنتجه ولاية كاليفورنيا، بمناسبة شهر رمضان، لافتة إلى أن شجيرات النخل التي أرسلها المغرب قبل حوالي قرن من الزمن “ازدهرت وتحولت الآن إلى مزارع كبيرة”.

ويعود الموطن الأصلي لتمور المجهول إلى واحة تافيلالت بالجنوب الشرقي، ويتميز بالقيمة التجارية العالية، نظرا للطلب المتزايد عليه في مختلف بقاع العالم، بفضل جودته، بحسب المعلومات المنشورة في موقع “تمور المغرب”.

ويتميز تمر المجهول بالنسبة المرتفعة للُب الفاكهة وصغر حجم النواة، والمذاق اللذيذ، والرطوبة العالية، إضافة إلى الحجم الكبير، مما يتيح استعماله في وصفات كثيرة؛ إذ يمكن نزع النواة ووضع مكانها اللوز مثلا أو الجوز، كما في المناسبات، مما يجعل المذاق الخاص به مميزا.

ويورد موقع “تمور المغرب” أن دراسة قام بها المعهد الأمريكي للعلوم البستانية (American society for Horticultural science) أظهرت أن تمر المجهول، الذي يوصف بـ”ملك التمور”، يعتبر ضمن التمور الخاصة بشمال إفريقيا، وبالضبط منطقة تافيلالت بالجنوب الشرقي للمملكة المغربية، مع الإشارة إلى وجود أنواع أخرى شبيهة بالمجهول تزرع في الجزائر وتونس ومصر.

hespress.com