“أزمة الحدود مع المغرب سترخي بظلالها على السياسة الإسبانية”، ذلك ما خلصت إليه ورقة تحليلية منشورة في مجلة “فورين بوليسي” المتخصصة في شؤون الأمن، حيث أوردت أن أحداث سبتة ستعزز قوة اليمين الشعبوي في المستقبل القريب بالمملكة الإيبيرية.

وأبرزت الصحيفة الأمريكية أن “العواقب السياسية على إسبانيا ستكون طويلة الأمد”، لأن الهجرة احتلت صدارة المشهد السياسي في الأيام الماضية، بعدما هدّد حزب “فوكس” بسحب الدعم البرلماني لحكومة الأندلس الإقليمية في حال منحت حق اللجوء لأي من الوافدين من سبتة.

ونادى حزب “فوكس”، وفق المصدر عينه، بـ”العسكرة الدائمة للحدود”، الأمر الذي يجد تجاوبا شعبيا من طرف الإسبان، ما من شأنه تعزيز أصوات التنظيم الحزب المعادي للأجانب. وفي جميع الاحتمالات، تضيف الورقة، سيكون للأزمة الحالية تأثير على إسبانيا على غرار النزوح الجماعي من سوريا صوب أوروبا.

وأكدت صحيفة “فورين بوليسي” أن الأزمة ستدعم تمثيلية العناصر القومية اليمينية المتطرفة في البلاد الإسبانية، متسائلة عن إمكانية توظيف الحزب الشعبي للخطاب العاطفي السائد لدى “فوكس” من أجل كسب أصوات الناخبين بحلول الانتخابات التشريعية المقبلة.

ومع تزايد قاعدة حزب “فوكس” الإسباني، سيتعين على الحزب الشعبي أن يفكر بجدية في استغلال “الشعبوية السياسية” للظفر بالسلطة، تبعا للمصدر الإعلامي، الذي لفت إلى التغيرات التي طرأت على المشهد السياسي الداخلي بعد الانتخابات الجهوية بمدريد.

ولعبت زعيمة اليمين الصاعدة إيزابيل دياز أيوسو بورقة “الشعبوية” في خضم الانتخابات الجهوية، دون تبني مرجعيات تنظيم “فوكس” المتطرف، من خلال غوصها في غمار “الحروب الثقافية” بإسبانيا، الأمر الذي ساهم في زيادة رصيدها الانتخابي بشكل استثنائي.

ويضطر الحزب الشعبي إلى تشكيل ائتلاف مع حزب “فوكس” اليميني بعد فشله في حصد الغالبية المطلقة؛ ما يعني أن التنظيم المتطرف سيبقى مفتاح بلوغ سدة الرئاسة بالنسبة إلى الحزب الشعبي كما هو الحال في الأندلس، وهو ما سيمنحه فرصة لصياغة أفكاره المتطرفة أثناء إعداد السياسات العمومية.

بذلك، ترى الورقة أن الحزب الشعبي سيكون مضطرا للانتقال إلى تكتلات اليمين، بوصفه “اختيارا إستراتيجيا” للفوز بالسلطة، من خلال التحالف مع حزب “فوكس” المتطرف، الذي يحاول استغلال الأحداث السياسية التي تعرفها بلدان الجوار من أجل كسب أصوات الإسبان.

hespress.com