1- كيف استطاعت المدرسة المغربية أن تتأقلم مع عملية التعليم عن بعد ؟
تندرج تجربة التعليم عن بعد في إطار استراتيجية وطنية، كاستجابة سريعة وناجعة لبديل التعليم الحضوري، الذي تم تعليقه مؤقتا إلى غاية شتنبر المقبل بسبب الأزمة الصحية الناجمة عن فيروس كورونا المستجد.
ومن أجل إنجاح هذه المرحلة، تعبأت كافة مكونات أسرة التعليم على الصعيد الوطني والجهوي والمحلي، من أجل ضمان الانتقال نحو الرقمنة وتمكين التلاميذ من متابعة دراستهم عن بعد في أفضل الظروف، عبر منصات مخصصة لهذا الغرض (تلميذ تيس وغيرها …) أو عبر دروس مسجلة بالتلفاز، إلى جانب تشكيل لجان تقنية مكلفة بمعالجة وتتبع ومواكبة وإحداث برنامج السنة المدرسية الجارية.
وبلغة الأرقام، وضع حوالي 6 آلاف محتوى رقمي رهن إشارة كافة الشعب الدراسية ومختلف المستويات الدراسية، و600 ألف تلميذ يستخدمون يوميا منصات التعليم عن بعد.
كما تمت برمجة حصص للتحضير للامتحانات عن بعد، مع إيلاء أهمية خاصة للحياة المدرسية، وبث الإبداعات الفنية للتلاميذ، إلى جانب إحداث الأقسام الاقتراضية.
وأبانت هذه التجربة عن انخراط مثالي لمجموع هيئة التدريس والمدراء والمفتشين، وكذا الشركاء الذين ساهموا بشكل واسع في إنجاح عملية التعليم عن بعد.
ويمثل التعليم عن بعد اليوم، بغض النظر عن كونه بديلا للتعليم الحضوري، فرصة مناسبة لتكريس الانفتاح على التكنولوجيات الجديدة في مجال التعليم.
2- يعد ضمان حسن سير امتحانات البكالوريا في ظل هذه الظروف الاستثنائية تحديا كبيرا، كيف تعتزمون رفع هذا التحدي ؟
يمثل استئناف الدراسة الحضورية في شتنبر المقبل والإبقاء على اختبارات البكالوريا قرارا حكيما وآمنا يؤشر للعمل الكبير المبذول على كافة الأصعدة منذ اندلاع الأزمة الوبائية.
نحن بصدد التحضير لضمان حسن سير امتحانات البكالوريا في أفضل الظروف.
هدفنا الأساسي هو صون الأمن الصحي للتلاميذ والأطر البيداغوجية وضمان تكافؤ الفرص بالمدرسة.
ولهذا الغرض، شرعنا في تحضير مراكز الامتحانات وتوفير شروط السلامة الصحية، وذلك بتنسيق تام مع السلطات المختصة.
وسيتم بعد ذلك إجراء تعقيم أولي وخلال فترة الامتحانات بالقاعات، وقياس درجات الحرارة وتعقيم الأظرفة ومراكز التصحيح.
وفي نفس السياق، سيجري احترام مبدأ التباعد الاجتماعي من خلال برمجة الدورة العادية للبكالوريا 2020 في قطبين، يومي 3 و4 يوليوز المقبل بالنسبة للشعب الأدبية والتعليم الأصيل و6 و8 يوليوز للشعب العلمية والتقنية والبكالوريا المهنية، فيما سيجرى الامتحان الجهوي الموحد للسنة الأولى بكالوريا يومي 4 و5 شتنبر 2020.
وسيمكن هذا التقسيم بلا شك، من تقليص التجمعات ومخاطر انتقال العدوى، لأن انشغالنا الأساس يظل الحفاظ على الصحة العمومية.
3- كيف أعددتم لمرحلة ما بعد رفع الحجر الصحي ؟
لقد اتخذنا سلسلة من التدابير من أجل الرفع التدريجي للحجر الصحي، عبر خلق لجنة جهوية من أجل الإشراف على هذه العملية، وكذا لجان إقليمية من أجل تنفيذ الإجراءات المتعلقة برفع الحجر الصحي.
ومن ضمن هذه الإجراءات هناك تنظيم استقبال المرتفقين وتقييد تجمع المجموعات واستمرارية الاجتماعات عن بعد والتعقيم المستمر والمنتظم للمرافق والعودة التدريجية للمستخدمين، وكذا تقليص استخدام الورق واعتماد الرقمنة، عبر تكريس رقمنة كافة المساطر والخطوات.
4- ما هي التدايبر التي اعتمدتم من أجل إنجاح الدخول المدرسي المقبل ؟
تحضيرا للدخول المدرسي المقبل، أطلقنا عملية تسجيل للتلاميذ الجدد عبر شبكة الانترنت، وأحدثنا منصة مخصصة للتوجيه المدرسي، طبقا لمسلسل التعليم عن بعد، والتي ستمكن من معالجة طلبات التلاميذ من طرف الأطر المختصة.
برمجنا أيضا دروسا للدعم وحصصا للمراجعة خلال شهر شتنبر المقبل لكافة المستويات قصد تعزيز المكتسبات ومعارف التلاميذ وتمكينهم من متابعة مسارهم الدراسي في أفضل الظروف.
وهناك عدد من السيناريوهات الجارية التي تأخذ بعين الاعتبار تطور الوضعية الصحية.
إننا فخورون بالجهود المبذولة والاستراتيجية المعتمدة من طرف المملكة، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، للحد من انتشار فيروس « كورونا » المستجد (كوفيد-19).
كما أغتنم الفرصة للإشادة بالتعبئة المثالية لكافة مكونات الأطر التربوية والبيداغوجية التي لم تدخر جهدا في إنجاح تجربة التعليم عن بعد وضمان استمرارية النشاط البيداغوجي خلال فترة الحجر الصحي في أفضل الظروف.