في محنة متجددة كل سنة، تعاني أحياء مدينة تيزنيت من انبعاثاته المتضاعفة، على امتداد الأيام القليلة الماضية؛ فقد حوّل “المطرح البلدي للنفايات” سماء حاضرة الجنوب إلى سحابة كبيرة من الأدخنة النتنة.

وعمّت الأدخنة كل تراب المدينة طيلة اليومين الماضيين، بعد إهمال إصلاحات المطرح وهبوب رياح جافة ساهمت في نشر الرائحة ووصولها لنقاط وسط وجنوب المدينة.

وتعاني أحياء العين الزرقاء والنخيل وحاما يوميا من مشكل المطرح، بحكم القرب الكبير منه؛ لكن الأسبوع الجاري شهد تضرر كل أحياء المدينة، وإطلاق المواطنين لعرائض تطالب بوقف العمل بمطرح قريب من المدار الحضري.

وتترقب الساكنة مطرحا إقليميا على تراب جماعة أكلو، (بمحاذاة تيزنيت)؛ لكن إلى حدود اللحظة لم يتم الشروع في عملية البناء، على الرغم من الحصول على الأرض وتعويض أصحابها ماديا.

ويطرح المطرح مشاكل جمة للأحياء القريبة منه، بالإضافة إلى نزلاء السجن المحلي بتيزنيت، والذين يجتازون عقوباتهم الحبسية، على بعد أمتار قليلة من المطرح البلدي.

وتنتج جماعة تيزنيت حوالي 71 طنا من الأزبال يوميا؛ وهو ما يكبل عمل الجماعة ماليا، ويعرقل اعتماد آلية التدبير المفوض للحد من المشكل، لكن نشطاء يصرون على ضرورة المرور نحو أدوات التدبير الذاتي.

سعيد رحيم، فاعل مدني بتيزنيت، أورد أن المطرح يخلف كارثة بيئية على مستوى تراب المدينة، مؤكدا تضرر الجميع منها وضرورة إيجاد حل عاجل لوقف الانبعاث القوي للأدخنة.

وأضاف رحيم، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن شكاوى المواطنين تتقاطر باستمرار بشأن المطرح؛ لكن الخطوات الاحتجاجية حبيسة أوجه معروفة، مبديا استعداده للتعبئة من أجل المطالبة بوقف المشكل.

وأشار المتحدث إلى أن السجناء سيجدون صعوبات كبيرة بالعودة إلى تواجد السجن المحلي قرب المطرح البلدي، مؤكدا أنه أمام استمرار شكاوى المواطنين، من الغريب هذا التماطل في المرور نحو العمل بالمطرح الإقليمي.

وسجل رحيم أن عاملي الرياح والحرارة ساهما بقوة في انتشار الرائحة على امتداد اليومين الماضيين؛ لكن الغريب كذلك هو بروز الحشرة القرمزية ببعض أحياء المدينة (الحي الصناعي – دو تركا).

hespress.com