في تصريح قبل ثلاث سنوات قال عبد العزيز الرباح، رئيس المجلس البلدي لمدينة القنيطرة، إن سكان العاصمة الرباط سيستقلون القطار إلى المدينة التي يسيّرها من أجل شرب فنجان قهوة، في إشارة إلى أنَّ المدينة تعرف ازدهارا كبيرا يجلب سكان المدن الأخرى إليها.

ومنذ أسابيع، أصبح عدد من سكان مدينة القنيطرة يتخذون التصريح الذي أدلى به عمدة مدينتهم وسيلة للتندر والسخرية، بعد أنْ أصبحت عدد من شوارع “عاصمة الغرب” تعجُّ بقطعان من الحيوانات الضالة، من أبقار وأغنام وبغال وحمير وكلاب، وصارت مثل الأرياف.

امتعاضُ وتذمُّر سكان القنيطرة من جحافل الحيوانات التي أصبحت تجوب شوارع مدينتهم، أصبح صداه يصل إلى مسؤولي المجلس الجماعي عن طريق شكايات رسمية من طرف جمعيات المجتمع المدني، تنبّه فيها إلى المخاطر التي تشكّلها الحيوانات الضالة على المواطنين.

جمعية أوكسجين للبيئة والحياة وجهت شكاية إلى جماعة القنيطرة، نبّهتْ فيها إلى أنّ هجوم الأبقار والأغنام والكلاب الضالة على مختلف فضاءات المدينة أصبح يؤرق سكان القنيطرة ويهدد الصحة العامة بها، ويثير الرعب والتذمر في صفوفهم.

وذكّرت جمعية أوكسجين جماعة القنيطرة بمسؤوليتها التي يمليها عليها القانون 113.14 المتعلق بالجماعات، الذي يُسند مسؤولية تدبير ظاهرة شرود الحيوانات إلى الجماعات الترابية.

وتُلزم المادة 100 من القانون التنظيمي رقم 113.14 المتعلق بالجماعات هذه الأخيرة باتخاذ التدابير الضرورية لتفادي شرود البهائم المؤذية والمضرة، والقيام بمراقبة الحيوانات الأليفة، وجمع الكلاب الضالة ومكافحة داء السعار، وكل مرض آخر يهدد الحيوانات الأليفة طبقا للقوانين والأنظمة الجاري بها العمل.

وأصبح انتشار الحيوانات وسط شوارع وأزقة وحدائق القنيطرة يثير قلق سكان المدينة، الذين باتوا يلجؤون إلى مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن ذلك، معتبرين أنّ المسألة أصبحت “ظاهرة” على الجماعة التدخل لوضع حد لها.

يقول مخلص حجيب، أحد شباب المدينة، في مقطع فيديو حول الموضوع، إن “انتشار الأبقار والأغنام والحمير في القنيطرة، بما في ذلك الشوارع الرئيسية مثل شارع محمد الخامس، إشكالية حقيقية تطرح أكثر من علامة استفهام”، محمّلا المسؤولية أيضا لبعض أطراف المعارضة في المجلس الجماعي، الذين اعتبر أن استغلالهم لهذا الموضوع، بالتصوير والنشر، يسيء إلى المدينة.

اجتياح الحيوانات لمختلف أنحاء القنيطرة أصبح “ظاهرة” يتعايش معها سكان المدينة، حيث يفاجؤون كل يوم بقطعان من الأبقار تزاحمهم في الطرق وتسير جنبا إلى جنب مع السيارات، بينما أصبح بعضهم يتندّر من الموضوع ويشبّه المدينة بمدينة بومباي الهندية حيث يعبد الناس الأبقار.

ودعت جمعية أوكسجين للبيئة والصحة إلى التدخل العاجل “من أجل إنقاذ فضاءات مدينة القنيطرة من الهجمة الشرسة التي تحدثها قطعان الأبقار والأغنام والكلاب الضالة خلال تسكعها في الطرقات والحدائق، مخلفة أضرارا جسيمة تمس الجانب الجمالي والصحي للمدينة”.

وذهبت الجمعية إلى التحذير من خطورة انتشار الحيوانات الضالة في القنيطرة، واصفة الوضع بـ”المقلق”، مناشدة المجلس الجماعي “التدخل واتخاذ التدابير اللازمة من أجل إنقاذ المدينة من كل أشكال التدمير والتدهور الذي يهدد بيئة وصحة المواطنين، ويسهم في انتشار الفيروسات والأوبئة في صفوفهم”.

hespress.com