غادرت زوال اليوم طائرة تابعة للخطوط الملكية المغربية مطار أمستردام “شخيبول” في رحلة استثنائية لإرجاع العالقين المغاربة بهولندا.

وتعد الرحلة الأولى في هذا الإطار من بلاد الطواحين الهوائية بعد إعلان الحكومة المغربية قبل أسبوع عزم المملكة إرجاع العالقين في الخارج، بعد إغلاق الأجواء أمام حركة الطيران المدني منذ منتصف مارس الماضي بسبب الإجراءات الاحترازية التي اتخذت من أجل مواجهة انتشار وباء كورونا.

الساعة العاشرة صباحا، زحام غير عاد أمام شبابيك المغادرة التابعة للخطوط المغربية في مطار ظل طيلة الأشهر الماضية وكأنه مدينة أشباح. تقرأ على وجوه المسافرين البالغ عددهم 150 شخصا فرحة لا توصف، بعضهم لم يتمكن من منع دموعه بفعل تأثير هذه اللحظة التي طال انتظارها.

عبد الرحيم هربال، منتج تلفزيوني، كان أحد هؤلاء العالقين الذين تم الاتصال بهم من طرف السلطات القنصلية قصد حزم حقائبه للعودة إلى أرض الوطن، إذ إن مقامه بهولندا كان مبرمجا لثلاثة أسابيع قبل أن يمتد لثلاثة أشهر.

“سافرت كثيرا من قبل، وزرت بلدانا كثيرة، لكن لم يحدث أبدا أن اشتقت للعودة إلى أرض الوطن مثل هذه المرة. كانت الأيام تمر ثقيلة، ولم تستطع هولندا، بكل سحرها وجمالها ونظامها وشعبها الممتاز، أن تلهيني ولو للحظة واحدة عن التفكير في بلدي ومعانقة ترابه”، يقول هربال.

عبده القادري، وزير مفوض مكلف بالشؤون القنصلية والاجتماعية بالسفارة المغربية بلاهاي، كان حاضرا بجانب نائب السفير والقناصل العامين الأربعة، من أجل استقبال العالقين والسهر على السير الجيد لعملية الترحيل، حيث أكد أن الأولوية أعطيت للأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، والأشخاص الذين برفقتهم أطفال صغار، والنساء الحوامل، والأشخاص المهددين في وظائفهم أو المهددة مقاولاتهم بالإفلاس.

القنصل العام المغربي بأمستردام شدد على أن “التنسيق تم مع السفارة لتحري العدل في ما يتعلق بتوزيع عدد المرحلين على القنصليات، وذلك حسب عدد المسجلين بكل قنصلية”.

بدورها أكدت سميرة إكرام، محاسبة من مدينة طنجة، أنها تغادر هولندا وكلها ثناء في حق التمثيلية الدبلوماسية للمملكة بأمستردام وطاقمها، موردة: “لم يبخلوا علينا بأي مساعدة وكانوا دائمي الاتصال بنا للاطمئنان على أحوالنا”.

وأوردت سكينة لهبي، من العالقين رفقة ابنها ذي العامين: “لم أصدق عندما تم الاتصال بي أمس من طرف القنصلية العامة بروتردام للاستعداد للمغادرة اليوم. لست أدري كيف أشكر موظفي هذه القنصلية الذين كانوا في اتصال دائم معنا في الفندق، وكان يتم تزويدنا بكل ما كنا بحاجة إليه”.

العالقون الذين هم في طريقهم الآن إلى أكادير، سيتم القيام لدى وصولهم بفحصهم للتأكد من خلوهم من فيروس كورونا وإخضاعهم لحجر صحي لمدة 9 أيام في فنادق بعاصمة سوس، قبل نقلهم إلى مناطق إقامتهم.

hespress.com