تحوّلت حديقة “لارميطاج”، التابعة لمقاطعة المعاريف بالدار البيضاء، إلى شبه خراب تنتشر به مستنقعات مائية آسنة، حيث أكد السكان القاطنين بجوار هذه الحديقة التاريخية أن هذا التقهقر راجع أساسا إلى الإهمال الكبير، الذي تعاني طوال السنوات الثلاث الأخيرة من لدن مسؤولي مجلس جماعة الدار البيضاء.

وعادت النفايات والروائح النتنة إلى الانتشار من جديد في جنبات ووسط حديقة “لارميطاج”، التي تعتبر ثاني منتزه تاريخي بالعاصمة الاقتصادية، والتي يزيد عمرها عن 100 سنة، وتعتبر ثاني أكبر منتزه في مدينة الدار البيضاء، بعد منتزه حديقة الجامعة العربية.

وقال مجموعة من السكان القاطنين بمنطقة الفداء المجاورة لحديقة “لارميطاج” إن حالة هذه الحديقة التاريخية، التي تمتد على مساحة 13.5 هكتارات، قد تدهورت بعدما كلف برنامج تهيئتها ما بين سنتي 2008 و2011 ما يقارب 40 مليون درهم.

وحسب شهادات متطابقة لهؤلاء السكان المجاورين للحديقة سالف الذكر، فإنهم قاموا بتوجيه مراسلات عديدة إلى مسؤولي مجلسي جماعة الدار البيضاء ومقاطعة المعاريف، من أجل إنقاذ الحديقة من الإهمال الذي تسبب في تدهور مجموعة من مرافقها وتجهيزاتها.

وأضاف السكان، الذين تحدثت إليهم هسبريس، أن من الأسباب الرئيسية التي تقف وراء الحالة التي وصل إليها هذا المنتزه هو سحب الحراس الذين كانوا يسهرون على حراستها وصيانتها بشكل يومي.

يشار إلى أن عملية إعادة تأهيل وترميم حديقة “لارميطاج”، التي مول غلافها المالي مجلس جماعة الدار البيضاء بشراكة مع مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، بعد اتفاق وقعه الطرفان سنة 2007، كان يندرج في إطار برنامج ترميم الحدائق التاريخية.

وقال المسؤولون، حينها، إن الهدف العام من هذا البرنامج يكمن في إعادة تأهيل هذا الموروث البيئي الذي يهم بشكل مباشر أزيد من 50 ألف نسمة من السكان.

hespress.com