يشتكى مواطنون وعدد من الفعاليات الجمعوية من جماعة تباروشت بإقليم أزيلال، في تصريحات متطابقة لهسبريس، مما اعتبروها “محنة حقيقية” جراء غياب الماء الشروب، مسجلين أن أغلب الأسر القاطنة بالدواوير المشتكية من الخصاص الحاصل في هذه المادة الحيوية، تضطر أحيانا إلى استعمال مياه وادٍ بالمنطقة.

واعتبر فضالي حمو، رئيس جمعية “أسامر” للرياضة والثقافة، أن ساكنة عدد من الدواوير بجماعة تباروشت تعايشت، في غياب حلول واقعية لمشكل الماء الشروب، مع هذه المحنة، مبرزا أن جل الأسر تكلف فردا منها بجلب الماء، وغالبا ما يتم إسناد المهمة للأطفال، ما يُعد ضربا لحقهم في اللعب والتمدرس.

وأوضح الناشط الجمعوي ذاته أن سكان دوار تكناريوت أشد ضررا، إذ تضطر بعض الأسر من الدوار إلى قطع ما يزيد عن كيلومتر عبر مسالك صعبة لجلب مياه الشرب، في ظروف تزداد صعوبة في فصل الصيف وموسم الثلوج.

من جانبه، طالب أُوجغن محمد، عن جمعية أمليل للتنمية القروية، الجهات المسؤولة بالإسراع إلى حل مشكل الربط الفردي بالماء الشروب، قائلا إن بعض الأسر البعيدة عن منابع المياه الصالحة للشرب، تحتاج الى ساعتين من الوقت لجلب مياه نهر “ويفيفن”، التي يصعب أحيانا تصفيتها بالوسائل العادية، بسبب تلوثها بأوحال الفيضانات ومواد الغسيل.

وأضاف أوجغن أن “الجماعة قامت بعدة مبادرات في هذا الإطار، آخرها حفر ثقب مائي بالقرب من الوادي، إلا أن نقل مياهه إلى الساكنة يقتضي إنجاز خزانين مائيين على الأقل، ما يتطلب تكاليف مالية تتجاوز طاقة الجماعة الترابية بحكم تضاريس المنطقة”.

وذكر أُوجيغ علي، من مواطني دوار تكناريوت، أن نسبة الربط الفردي بالماء الشروب في الدوار منعدمة، وأن أغلب المبادرات التي جرت من أجل التنقيب عن الماء كانت نتائجها سلبية، ما يطرح التساؤل حول مدى اعتماد الجهات المعنية على دراسات تقنية لإنجاز الثقوب المائية.

ونبه أوجيغ، الذي يشتغل بقطاع التربية نواحي أزيلال، إلى تأثيرات الموضوع على حياة الأطفال المتمدرسين، مُسجلا أن غياب التلاميذ وتأخرهم عن الأقسام، وأعراض التعب التي يشكون منها أحيانا، أو التي تظهر عليهم أثناء الدرس، غالبا ما تكون جميعها نتيجة تكليفهم بمهمة جلب مياه الشرب.

ومن دوار تداوت التابع لجماعة تباروشت، أوضح الله معانا محمد أن معاناة الساكنة مع هذه المادة الحيوية بالدوار ازدادت في السنوات الأخيرة، ما يستلزم الإسراع إلى البحث عن أماكن بها فرشاة مائية مهمة، والعمل على مد المنازل بالربط الفردي للحد من معاناة العشرات من الأسر، التي ينتظر أطفالها ساعات أمام صبيب “منبع مائي” بات غير كافٍ، ما يتسبب في الهدر المدرسي.

وفي رده على غياب الماء الشروب ببعض دواوير الجماعة، أكد عادل بركات، رئيس جماعة تباروشت، أن المجلس الجماعي يضع ضمن أولوياته مطالب الساكنة وقضاياها الأساسية، وخاصة ما له صلة بالحياة اليومية للفرد والأسرة.

في هذا الصدد، يقول بركات، في تصريح لهسبريس، “قامت الجماعة بعدة مبادرات مهمة لتوفير مياه الشرب لكافة دواوير الجماعة التي تشكو من الخصاص، حيث أقدمت على حفر 32 ثقبا مائيا، البعض منها تجاوز عمقه أزيد من 100 متر، ومع ذلك تبين أنه لن يفي بالغرض”.

وذكر الرئيس أن الماء الشروب أضحى مطلبا ملحا للساكنة بعدد مهم من الجماعات الترابية، بعد نضوب عدد من المنابع المائية بسبب ضعف التساقطات، ما يستدعي المزيد من الجهود بين كل الشركاء في التنمية المستدامة.

وكشف المسؤول ذاته أن “الجماعة تبذل جهدها لتجاوز كل هذه الإكراهات التي تفوق أحيانا قدراتها المادية، إذ عقدت شراكة مع المكتب الوطني للماء والكهرباء لإيجاد حل لمطلب الماء الشروب في المستقبل القريب”.

hespress.com