للمرة الثانية، أقدم الشخص الذي سبق له أن اقتحم مقر القنصلية العامة المغربية بمدينة أوتريخت الهولندية، شهر يناير الماضي، وأنزل العلم الوطني، على تكرار الفعلة نفسها، إذ اقتحم القنصلية المغربية في مدينة ديمبوس، صباح اليوم الإثنين، وأنزل العلم الوطني.
وأقدم الشخص ذاته، بعد إنزال العلم الوطني من على واجهة القنصلية المغربية بمدينة ديمبوس، على تعليق لافتة تحمل شعار “عاش الشعب”، ليتدخّل القنصل المغربي وموظفون القنصلية لنزعها والتخلص منها في حاوية للأزبال، وإعادة رفع العلم المغربي.
وفي تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، قال القنصل العام المغربي بمدينة ديمبوس، بوطاهر أحرضان، إن القنصلية “تعرضت لاعتداء غاشم من طرف انفصاليين وخونة قاموا بتدنيس العلم الوطني المغربي، محاولين رفع خرْقة أمام مقر هذه القنصلية، خارقين بذلك الحظر الذي أقرته الحكومة الهولندية، ومستغلين تواجد هذه القنصلية في الحي الصناعي بمدينة ديمبوس”.
وأضاف القنصل العام المغربي أنه سبق له أن أخبر السلطات الهولندية بخطورة التهديدات التي تتوصل بها القنصلية المغربية بمدينة ديمبوس، سواء عن طريق الهاتف أو “فيسبوك”، وأنّ السلطات الهولندية أخبرته بأنها ستتخذ الإجراءات الأمنية اللازمة.
ورغم ذلك فإنّ الشخص الذي أزال العلم الوطني من على واجهة القنصلية المغربية بمدينة أوتريخت كرّر فعلته اليوم، واقتحم القنصلية العامة المغربية بديمبوس، وهو ما يطرح تساؤلات حول تساهل السلطات الهولندية معه، أو مع الذين يحرضون على مثل هذه الأفعال.
واعتبر القنصل العام المغربي بمدينة ديمبوس أن الأشخاص الذين يقومون بهذه الأفعال التي تشكل خطرا كبيرا على مسؤولي وموظفي المؤسسات الدبلوماسية المغربية بهولندا “هم قطاع طرق فوضويون، هدفهم الأساسي هو التشويش على الدينامية الجديدة التي تعرفها الدبلوماسية المغربية، وما حققته من انتصارات باهرة على المستوى الدولي، خصوصا على مستوى قضية وحدتنا الترابية”.
وأردف الدبلوماسي المغربي بأنه قدم شكاية جديدة إلى المصالح الأمنية بديمبوس، كما قامت السفارة المغربية بهولندا، بشكل مستعجل، بتوجيه مذكرة شفوية عاجلة إلى وزارة الخارجية الهولندية، قصد وضع حد “لهذه التصرفات اللامسؤولة، لهذه المجموعة الخائنة، التي تخدم بدون شك أجندات معادية للمملكة”.
وأكد بوطاهر أن القنصلية العامة المغربية بدمبوس تتصدى “لهذه الشرذمة”، وزاد: “قمنا برفع راية المغرب، مرفوقة بشعارنا الوطني الخالد: الله الوطن الملك”.
وحسب المعطيات التي أفاد بها القنصل العام المغربي بديمبوس فقد تبين، بعد تصفح كاميرات المراقبة، أن “المعتديين هما شخصان كانا يمتطيان سيارة تجر عربة، حاملة سلالم طويلة ومعدات، أوقفاها بجانب القنصلية على الساعة الثالثة صباحا، وقاما بهذا الفعل الإجرامي الشنيع”.
ويتساءل المتتبعون حول الأسباب التي جعلت السلطات الهولندية تتعامل بتساهل مع الشخص الذي أقدم على إنزال العلم المغربي للمرة الثانية في ظرف شهرين، بكل من قنصليتي المغرب في أوتريخت وديمبوس، وعن سبب عدم التعاطي بجدّية مع الشكايات المرفوعة ضده إلى الشرطة من طرف مسؤولي القنصليتين، واكتفت فقط بتوقيفه في المرة الأولى لكنها أطلقت سراحه في اليوم نفسه.