عبّرت ساكنة الجماعة الترابية إكنيون، التابعة إداريا لإقليم تنغير، عن سخطها وتذمرها إزاء الانقطاعات المتكررة للماء الصالح للشرب التي يشهدها مركز الجماعة نفسها ودواوير عديدة أخرى تابعة لها منذ أسابيع، بسبب النقص الحاصل في هذه المادة الحيوية، بفعل الجفاف وقلة التساقطات المطرية.

وفي تصريحات متطابقة لهسبريس، عبّر العشرات من ساكنة جماعة إكنيون عن استنكارهم لما وصفوه بـ”حالة الانقطاعات المستمرة للماء الشروب، التي تمتد يوميا إلى ساعات طوال”، مشيرين إلى أن ذلك ناتج عن انخفاض القدرة الإنتاجية لبعض مصادر التزويد وانخفاض الضغط في شبكة التوزيع نتيجة ارتفاع الطلب، إضافة إلى العجز المسجل في التساقطات المطرية في هذا الموسم.

إبراهيم الحسني، الذي يقطن بمركز جماعة إكنيون، أوضح أن ساكنة مناطق عديدة بهذه الجماعة ومركزها على وجه الخصوص تعيش انقطاعات متكررة للماء، لافتا إلى أن “هذه الانقطاعات المتكررة في التزود بالماء الشروب سببها انخفاض مفاجئ في الفرشة المائية، نتيجة قلة التساقطات والارتفاع الكبير لدرجات الحرارة”، بتعبيره.

وأضاف المتحدث نفسه، ضمن تصريح لهسبريس، أن هذه الانقطاعات تسجل في عز فصل الصيف الذي ترتفع فيه درجات الحرارة ويزداد الطلب على الماء الصالح للشرب، مطالبا الجهات المختصة بالتدخل من أجل توفير هذه المادة الحيوية بشكل متوازن ودائم، لتفادي خروج للمواطنين في مظاهرات للمطالبة بهذه المادة الضرورية في الحياة، بتعبيره.

من جهتها، قالت مينة صاغرو، من سكان مركز جماعة إكنيون، إن هذه الوضعية باتت تؤرق بال ساكنة المنطقة وتقض مضاجعهم، مضيفة أن “الماء لا يصل إلى بيوت المواطنين بشكل مطلوب إلا نادرا، وإذا ما وصل يكون صبيبه ضعيفا، وسرعان ما ينقطع دون أن يلبي حاجيات السكان، في ظل صمت تام للجهات المسؤولة التي تنهج سياسة الآذان الصماء”، بتعبيرها.

ولفتت المتحدثة نفسها إلى أن “الوضع أصبح لا يطاق، خاصة أنه يتكرر كل سنة أمام وعود زائفة للجهات المسؤولة”، مشيرة إلى أن الوضع الذي تعيشه الساكنة مع هذه الانقطاعات المتتالية للماء خلّف موجة التذمر والاستياء من قبل الجميع”، مضيفة أنه “من المحتمل أن تلتئم جمعيات المجتمع المدني بالجماعة في إطار تنسيقية لتوقيع عريضة من مئات السكان، الهدف منها إيصال شكواها إلى الجهات المسؤولة على صعيد الإقليم والمركز”، تورد المتحدثة.

ولتدارك هذا العجر، تقوم عمالة تنغير، بتنسيق مع المندوبية الإقليمية للإنعاش الوطني، باتخاذ مجموعة من التدابير الآنية والمستعجلة، وتتمثل في توزيع الماء الشروب على الدواوير المتضررة عبر صهاريج متنقلة؛ إلا أن هذه العملية وصفتها الساكنة أيضا بالحل “الترقيعي”، الذي سيجعل الجماعة تعاني كل سنة من نفس المشكل ويساهم في هدر المال العام.

وفي وقت حاولت فيه جريدة هسبريس الإلكترونية نقل معاناة ساكنة الجماعة الترابية إكنيون والدواوير الأخرى التابعة لها مع الانقطاعات المتكررة للماء الصالح للشرب إلى الجهات المسؤولة عن القطاع المعني، أكد مصدر مسؤول أن الجماعة الترابية هي المسؤولة عن تزويد الساكنة بهذه المادة الحيوية، مشيرا إلى أن المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بصدد حفر سبع آبار بالمنطقة لمساعدة الجماعة على تجاوز هذه المحنة السنوية، وفق تعبيره.

من جهته، قال سعيد شهيد، نائب رئيس جماعة إكنيون، إنه مع بداية كل فصل صيف يعرف جل دواوير جماعة إكنيون نقصا حدا من مادة الماء الصالح للشرب، على الرغم من المجهودات التي تقوم بها الجماعة من أجل الحد من هذا المشكل.

وأضاف المسؤول ذاته، في تصريح لهسبريس، أن الجماعة تقدمت بطلبات عديدة إلى مصلحة الحوض المائي لكير زيز غريس من أجل التدخل لحفر ثقوب استغلال وثقوب استكشاف؛ إلا أن نسبة تدخلهم تبقى متواضعة، إضافة إلى مشاكل التي تجدها الجماعة مع المقاولات التي تكلف لإنجاز هذه الثقوب، إذ يكون هدفها إنجاز الثقوب بالقرب من الطريق وليس إيجاد الماء.

وأشار شهيد إلى أن “المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب “قطاع الماء” قد برمج حفر سبع آبار بدواوير الجماعة، وتم تفويت الصفقة إلى شركة من أجل إنجاز هذا المشروع؛ إلا أننا لا نزال ننتظر بداية الأشغال منذ شهور ونحن دائما نتصل بالمسؤول من أجل التسريع بالمشروع سالف الذكر”، ملتمسا من عامل الإقليم التدخل من أجل التسريع لإنجاز هذا المشروع وكذا حثّ مصلحة الحوض المائي لكير زيز غريس من أجل إنجاز ثقوب استكشاف وثقوب استغلال داخل بعض دواوير الجماعة من أجل التغلب على أزمة الماء الصالح للشرب التي تعرفها معظم دواوير الجماعة، خاصة في فصل الصيف والحرّ.

hespress.com