كورونا ليست التحدي الوحيد الذي يستفيق على وقعه أهالي زاكورة، خلال الأشهر الماضية؛ فهاجس “أيام العطش” قائم على الدوام، أمام اتجاه المؤشرات نحو تكرار سيناريوهات صيف السنوات الماضية، بانقطاع مياه الشرب.

وتستمر معاناة المناطق المجاورة للمدينة من الأزمة بشكل متكرر؛ فيما تشتكي بعض أحياء المركز من انقطاعات متكررة، فاقمت وضع العزلة القسرية، التي عاشتها طوال فترة الحجر الصحي، وما تقتضيه مواجهة الفيروس من نظافة مستمرة.

وعلى الدوام، شكلت زاكورة نقطة سوداء، في علاقة الدولة بتدبير المياه، حيث ظلت تشتكي من الانقطاعات المتكررة على امتداد سنوات، واستفاضت مختلف المؤسسات في نقاش الموضوع؛ لكن دون الوصول إلى وضع حد للمشكل المتكرر.

إبراهيم رزقو، فاعل حقوقي بزاكورة، أورد أن خطر العطش قائم على الدوام بزاكورة؛ لكن منذ ثورة العطش، التي شهدتها المنطقة سنة 2018، تحسنت الأوضاع بشكل ملموس، مستدركا أن السياق الحالي يعيد بعض المخاوف إلى الأذهان.

وأضاف رزقو، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن المياه تنقطع عن بعض الأحياء وسط زاكورة حاليا، وزاد موضحا: المنطقة تتزود بالمياه من منطقة الفايجة والنبش؛ لكن المشكل القائم باعتراف المسؤولين هو ضعف الفرشة المائية.

وأورد الفاعل الحقوقي أن المنطقة تشهد قلة تساقطات، كما تستنزف مواردها بسبب زراعة البطيخ الأحمر، موجها إنذارا إلى السلطات لاستدراك إمكانية انقطاع الماء خلال فصل الصيف، وقد قدمت استفسارات كثيرة في هذا الباب، والجواب دائما يكون هو تقلص الفرشة المائية.

وسجل رزقو أن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان قدمت مقترحات عملية للخروج من الأزمة، وما زالت تنتظر تفاعلات السلطات معها، مطالبا بمزيد من الاحتياطات، خصوصا في مناطق متاخمة تتقدمها محاميد الغزلان، التي تعاني منذ مدة.

ويتوقع المتحدث أن تحدث مشاكل كبيرة في شهري يوليوز وغشت المقبلين، في حالة لم تتحرك الجهات المسؤولة، وقد بدأت الشكايات بالتقاطر في هذا الباب، ومن المرتقب أن تنظم وقفات احتجاجية للتنديد بالواقع المزري الذي تعيشه مناطق عديدة.

hespress.com