أثارت فعاليات حقوقية وجمعوية انتباه السلطات المختصة إلى قلق الساكنة المتزايد من انقطاع الماء الشروب أو ضعفه في عدد من أحياء مدينة سوق السبت، مُسجلة تخوفها من أن يكبر المشكل في حالة ما إذا تم تنزيل البرنامج الاجتماعي لتعميم الاستفادة من خدمات الماء الصالح للشرب المتوخى منه ربط 1600 أسرة هشة بالماء الشروب.

وكان تقرير للجنة المرافق العمومية والخدمات بالمجلس الجماعي لسبت أولاد النمة، في سبتمبر 2019 ذكر أن صبيب الماء الصالح للشرب المتوفر بالمدينة لا يمكن أن يلبي بأي شكل من الأشكال حاجيات السكان ومتطلباتهم أمام النمو الديمغرافي والعمراني المتزايد (وجود بنايات من أربع طوابق).

وأوضح مهدي سابق، كاتب فرع منظمة “حشدت” بسبت أولاد النمة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “معاناة الساكنة ازدادت هذا الصيف وقُبيل وتزامنا مع عيد الأضحى، بعدما شهدت المدينة ضعفا في صبيب المياه”، مُعربا عن تخوفه مما سيؤول إليه الوضع في حالة ما إذا جرى ربط 1600 منزل بشبكة الماء الصالح للشرب، ما يطرح حسبه إشكالا حقيقيا بالنظر إلى هذه الوضعية الحالية.

وقال سابق: “إن انقطاع الماء يكون له أثر سلبي على نفسية العديد من الأسر، خاصة عندما يحدث في أوقات الذروة، أو بدون إشعار مسبق”، مضيفا أن “انقطاعه عن الطوابق العليا يُربك حياة العديد من العائلات خلال الصيف، وتتحمل مسؤوليته الجهات الساهرة على تدبير القطاع”.

وفي سياق الجهود المبذولة لتقوية الشبكة، يُذكر أن الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بتادلة أشعرت رئيس المجلس الجماعي، من خلال رسالة بتاريخ 07 غشت 2019، تتوفر هسبريس على نسخة منها، بأنها برمجت ابتداء من 2020 إنجاز خزان مائي غرب المدينة لتقوية الشبكة، ما يستدعي من الجماعة الترابية توفير 3000 متر مربع للمشروع، لكن إلى حدود الساعة لم يتم بعد إنجاز المشروع.

وقال الخياري نور الدين، مستشار جماعي وناشط جمعوي بحي النخلة، إن الأمر لم يعد يتوقف عند الانقطاع المتكرر للماء الشروب، بل أيضا عند جودة المياه، مشيرا إلى أن الجماعة الترابية لا تتوفر على محطة للمعالجة رغم أن ساكنتها تجاوزت 60 ألف نسمة، ما يقتضي حسبه التعجيل بإنجاز هذا المشروع أولا لتفادي كل الأمراض المحتملة.

وأضاف الخياري أن “مشكل ضعف صبيب مياه الشرب في طريقه إلى الحل، إذ سيتم قريبا ربط المدينة بمشروع ضخم لتزويد الساكنة بهذه المادة من محطة أفورا نواحي أزيلال؛ فيما يبقى الإكراه الأكبر هو مشروع محطة للمعالجة”.

وكان الباهي رحال، رئيس لجنة المرافق والخدمات العمومية بجماعة سبت أولاد النمة، أوضح في تقرير أمام المجلس الجماعي أن الوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء بسوق السبت تعتمد في معالجتها للماء الشروب على مادة الكلور، مُسجلا أن عددا من الدراسات أثبتت ارتباط وجود هذه المادة في الماء بأنواع من الأمراض، ما يستدعي حسبه حملات توعية حول كيفية التخلص من الكلور المتركز بشكل قوي في الماء.

وبخصوص الانقطاع المفاجئ للماء الصالح للشرب بمجموعة من أحياء المدينة، أوضح مسؤول بالوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بتادلة- قطاع الماء- أنه جرى قبل عيد الأضحى، وكان بسبب عطل مفاجئ أصاب أحد محركات الضخ الرئيسية بالمدينة، قائلا من البديهي أن يتأثر التوزيع خلال يوم العيد بالنظر الى حجم وتوقيت الاستهلاك.

وأكد المسؤول ذاته أن مياه سبت أولاد النمة الجوفية تتميز بجودة عالية، وتخضع للمعالجة وفق المعايير المنصوص عليها وطنيا، مُذكرا بأن مكتبا مختصا مُرخصا له يسهر كل 15 يوما على مراقبتها.

وطمأن المسؤول ذاته الفعاليات المحلية بشأن البرنامج الاجتماعي لتعميم الاستفادة من خدمات الماء الصالح للشرب المتوخى منه ربط 1600 أسرة هشة بالماء الشروب، مضيفا أن مركبا للماء سيتم إنجازه قريبا بالمدينة سيستجيب لكل الحاجيات المحلية، بما يشمل حاجيات المستهدفين في البرنامج الاجتماعي.

hespress.com